الامارات 7 - سد مأرب يُعد من المعالم الهندسية البارزة في تاريخ الجزيرة العربية، وهو ليس السد الوحيد الذي شيده السبئيون، ولكنه الأكبر من حيث الحجم. يمتد السد على طول يبلغ حوالي 577 مترًا، بينما يبلغ عرضه نحو 915 مترًا. تم تصميمه بحيث يُبنى في الاتجاه الذي تتسرب منه مياه السيول، مما يتيح له تخزين وحصر المياه.

قام مهندسو السد بابتكار آلية للتحكم في تدفق المياه بعد تجمعها، إذ أضافوا ثقوبًا وأبوابًا قابلة للفتح والإغلاق لتمكين التحكم في المياه بشكل أفضل.

يُقع سد مأرب في محافظة مأرب باليمن، ويُحاط بجبلين: جبل البلق الشمالي وجبل البلق الجنوبي. أما المواد المستخدمة في بناء السد، فقد تم استخراج الحجارة من صخور الجبال المجاورة، وجرى نحتها بدقة، ثم تم تثبيتها بواسطة الجبس وقضبان النحاس والرصاص لضمان استقرار السد في مواجهة الزلازل والسيول.

تاريخ السد يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويُعد أكبر سد في الجزيرة العربية. تشير الآثار التي تعود للحضارة الحميرية إلى أن السد تم بناءه على يد علي ينوف وابنه، وكان يُعرف باسم "عرما يمارب". تعرض السد لعدة انهيارات على مر العصور، وكان قد خضع لعدة عمليات ترميم، بدءًا من الترميم الأول في القرن الأول قبل الميلاد خلال فترة حكم الملك ياسر يعنهم. كما تم ترميمه مرات عدة خلال العصور اللاحقة، بما في ذلك في عهد أبرهة الحبشي. آخر ترميم للسد تم في عام 1986 بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة.

تم تصميم السد بدقة عالية من قبل المهندسين الذين درسوا الأرض بعناية قبل البناء، وصمموا مخططًا هندسيًا يتضمن حائطًا حجريًا ضخمًا. يقع السد في وادي مريب، وتم اختيار زاوية البناء بحيث تمتد من الجنوب إلى الشمال على مسافة تقدر بحوالي 650 مترًا. بالإضافة إلى التحكم في تدفق المياه، قاموا بإنشاء "المسايل" التي كانت تُستخدم لري الأراضي الزراعية والمزارع.