د. نضال الطنيجي
الإمارات هي الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث والمعاصر، التي ارتبط جوهر وجودها، وكل إنجازها الحضاري، وحضورها الدولي بإنسان، هو الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
فقد تجسدت فيه كل القيم النبيلة التي توارثها الإنسان العربي المسلم على هذه الأرض، كالنخوة والشهامة والكرم والصبر والحلم والمروءة والتسامح والمثابرة والإصرار، وغيرها من الصفات والخصال الحميدة.
قد يظن البعض أن مجرد اتحاد الإمارات السبع، كان يمكن أن يغير الأحوال، والحقيقة أن الاتحاد كان المقدمة، ثم توالت الإنجازات، من بناء دولة حديثة لشعب مستقر وسعيد. وهنا جاءت حكمة الشيخ زايد في مشاركة خيرات هذه الأرض الطيبة مع الجميع، وهنا كانت البداية بالإنسان.
ومن الإنسان بدأ بناء دولة حديثة على كافة المستويات، من مؤسسات الحكم الحديثة، التي تحقق مصالح المواطنين وتنهض بهم، إلى تأسيس بنية تحتية من طرق وخدمات ومدارس وجامعات ومستشفيات حديثة، وفوق كل ذلك الاستثمار في الإنسان الإماراتي، فاستطاع زايد، وخلال وقت قصير، تكوين جيل متعلم ومدرب من المواطنين من مختلف الإمارات، قادر على قيادة الدولة.
ومع بناء الدولة الحديثة، جاء ترسيخ هوية واحدة لأبناء الإمارات السبع، فأصبح الجميع يفخر بأنه إماراتي، وأنه من عيال زايد، وكان ذلك ثمرة من ثمرات عدله الذي يشهد به الجميع، وأبوته الحانية على الجميع، وإنسانيته التي شملت كل المواطنين والمقيمين.
لقد نجح زايد الإنسان والقائد في بناء مجتمع العدل، والتعاون والتراحم، والتسامح، والانفتاح على جميع بني البشر، فكانت الإمارات أعظم نموذج للتسامح في عالم اليوم، وكان شعبها من أسعد شعوب الأرض، وذلك لأن قيمة العدل والمساواة وحب الخير للجميع، كانت من أهم القيم التي رسخها زايد، القائد الإنسان، في شعبه، الذي حافظ على بناء مجتمع يقوم على حكم القانون، وسيادة القانون، وأن جميع الناس، مواطنين ووافدين وزائرين، سواسية أمام القانون.
وبفضل قيادتنا الرشيدة، التي حافظت على إرث الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أصبحت الإمارات في موقع دولي يقوم على العمل الإنساني والتعاون الاقتصادي والعمل الخيري، حتى أصبح العالم أجمع يحب الإمارات، لأن الإمارات لها أيادٍ بيضاء في العمل الخيري في كل الأزمات التي يعيشها العالم، دون تفرقة بين المحتاجين على أساس الدين أو العرق أو اللغة، وأصبحت الدبلوماسية الاقتصادية عنواناً لعلاقات الإمارات بالعالم. لقد ترك الشيخ زايد ميراثاً من المحبة في كل الدنيا لا يقدر بمال، ولا تساويه كل كنوز الأرض.