الامارات 7 - مفهوم الحضارة
عندما يقوم الإنسان باستغلال الموارد المادية بكفاءة واحترام لقيمة الوقت بهدف نهضة المجتمع، يبدأ بعملية الإنتاج الحضاري. يتطلب هذا التفاعل بين الإنسان والمادة والزمن دعمًا فكريًا، حيث تُوجه فكرة النهضة هذا التفاعل وتحدد فاعليته. أشار المفكر الجزائري مالك بن نبي في سلسلة مشكلات الحضارة إلى أن الحضارة هي "مجموعة الروابط بين المجتمع البشري وأفكار النهضة، حيث تُولد وتنمو بها روح الحضارة". وأضاف أنها "مجموعة الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح للمجتمع تقديم الاحتياجات الأساسية للأفراد".
أما الدكتور حسين مؤنس، فيُعرّف الحضارة بأنها "ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته، سواء كان هذا الجهد مقصودًا أو غير مقصود، ماديًا أو معنويًا". ويرى الدكتور طارق سويدان أن الحضارة هي "المنهج الفكري لأمة، المتشكل في إنتاج مادي ومعنوي".
ملامح الحضارة
يرى ابن خلدون أن تطور المجتمعات هو المسار الطبيعي والفطري لحياتها، حيث يقول: "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم لا تدوم على وتيرة واحدة، بل تختلف عبر الأيام والأزمنة". ويضيف مالك بن نبي أن نشوء الحضارات ممكن ما دامت هناك فكرة دينية تملكها المجتمعات، تتمثل في تفعيل ومزج العناصر: الإنسان، والتراب، والوقت.
أي حضارة تتكون من جانبين لا ينفصلان: الجانب المعنوي الذي يظهر في النظم والأخلاق والمبادئ، والجانب المادي الذي يظهر في الإنجازات المادية مثل الصناعة والتجارة والزراعة والعلوم.
أهم حضارات العالم وأقدمها
شهدت الأرض العديد من الحضارات المختلفة في ملامحها وأفكارها وإنجازاتها، مثل الحضارة الفرعونية، الهندية، الصينية، اليونانية، الرومانية، حضارة بلاد الشام، الفارسية، والإسلامية. وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين (العراق والكويت حاليًا) كانت أول حضارة موثقة في التاريخ، ولذا لُقبت بـ "مهد الحضارة".
سومر: الحضارة الأولى في التاريخ
اكتُشفت آثار حضارة سومر من خلال ألواح طينية نقش عليها بالكتابة المسمارية. ظهرت السومريون في الألفية السادسة قبل الميلاد، وبزغت حضارتهم في النصف الثاني من الألفية الرابعة قبل الميلاد. حققت سومر إنجازات كبيرة في القيم المعنوية والروحية ومبادئ العدالة، وابتكرت الكتابة والتدوين، وتقدمت في الزراعة والطب والقانون والإدارة.
أهم الإنجازات
اختراع الكتابة والتدوين: ساهم هذا الاختراع في تأسيس المدارس وتوثيق الوثائق. عُثر على أول وثيقة في مدينة سومرية (ارك) مكونة من أكثر من ألف لوح طيني نقش بالكتابة الصورية. وُجدت في مدينة (شروباك) السومرية ألواح دراسية تشير إلى عمليات تدريس منظمة.
صيدلية نفر القديمة: هو أول كتاب طبي عرفته البشرية، كُتب في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد، ويضم أكثر من اثنتي عشرة وصفة طبية.
نظام الحكم: أنشأ السومريون نظامهم السياسي البرلماني في الألف الثالثة قبل الميلاد. تُوثق ألواح سومر ثورة أهالي مدينة (لجش) ضد زعيمهم (اور نانشة) بسبب الضرائب الباهظة، وانتخابهم زعيمًا جديدًا (أوروكاجينا).
العدالة: تجلت العدالة في سومر بصورة متحضرة، حيث يُذكر أن أول جريمة قتل في سومر حدثت في 1850 قبل الميلاد، وحُكم على الجناة بالإعدام بعد محاكمتهم.
الجانب الديني
كان السومريون يؤمنون بالعودة إلى الحياة بعد الموت، حيث يعتقدون بوجود عالم أسفل هذا العالم تذهب إليه أرواح الأموات، ويخرج بعض الأرواح في مناسبات خاصة ثم تعود إليه. تذكر الألواح السومرية عددًا من القصص حول هذا العالم.
عندما يقوم الإنسان باستغلال الموارد المادية بكفاءة واحترام لقيمة الوقت بهدف نهضة المجتمع، يبدأ بعملية الإنتاج الحضاري. يتطلب هذا التفاعل بين الإنسان والمادة والزمن دعمًا فكريًا، حيث تُوجه فكرة النهضة هذا التفاعل وتحدد فاعليته. أشار المفكر الجزائري مالك بن نبي في سلسلة مشكلات الحضارة إلى أن الحضارة هي "مجموعة الروابط بين المجتمع البشري وأفكار النهضة، حيث تُولد وتنمو بها روح الحضارة". وأضاف أنها "مجموعة الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح للمجتمع تقديم الاحتياجات الأساسية للأفراد".
أما الدكتور حسين مؤنس، فيُعرّف الحضارة بأنها "ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته، سواء كان هذا الجهد مقصودًا أو غير مقصود، ماديًا أو معنويًا". ويرى الدكتور طارق سويدان أن الحضارة هي "المنهج الفكري لأمة، المتشكل في إنتاج مادي ومعنوي".
ملامح الحضارة
يرى ابن خلدون أن تطور المجتمعات هو المسار الطبيعي والفطري لحياتها، حيث يقول: "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم لا تدوم على وتيرة واحدة، بل تختلف عبر الأيام والأزمنة". ويضيف مالك بن نبي أن نشوء الحضارات ممكن ما دامت هناك فكرة دينية تملكها المجتمعات، تتمثل في تفعيل ومزج العناصر: الإنسان، والتراب، والوقت.
أي حضارة تتكون من جانبين لا ينفصلان: الجانب المعنوي الذي يظهر في النظم والأخلاق والمبادئ، والجانب المادي الذي يظهر في الإنجازات المادية مثل الصناعة والتجارة والزراعة والعلوم.
أهم حضارات العالم وأقدمها
شهدت الأرض العديد من الحضارات المختلفة في ملامحها وأفكارها وإنجازاتها، مثل الحضارة الفرعونية، الهندية، الصينية، اليونانية، الرومانية، حضارة بلاد الشام، الفارسية، والإسلامية. وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين (العراق والكويت حاليًا) كانت أول حضارة موثقة في التاريخ، ولذا لُقبت بـ "مهد الحضارة".
سومر: الحضارة الأولى في التاريخ
اكتُشفت آثار حضارة سومر من خلال ألواح طينية نقش عليها بالكتابة المسمارية. ظهرت السومريون في الألفية السادسة قبل الميلاد، وبزغت حضارتهم في النصف الثاني من الألفية الرابعة قبل الميلاد. حققت سومر إنجازات كبيرة في القيم المعنوية والروحية ومبادئ العدالة، وابتكرت الكتابة والتدوين، وتقدمت في الزراعة والطب والقانون والإدارة.
أهم الإنجازات
اختراع الكتابة والتدوين: ساهم هذا الاختراع في تأسيس المدارس وتوثيق الوثائق. عُثر على أول وثيقة في مدينة سومرية (ارك) مكونة من أكثر من ألف لوح طيني نقش بالكتابة الصورية. وُجدت في مدينة (شروباك) السومرية ألواح دراسية تشير إلى عمليات تدريس منظمة.
صيدلية نفر القديمة: هو أول كتاب طبي عرفته البشرية، كُتب في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد، ويضم أكثر من اثنتي عشرة وصفة طبية.
نظام الحكم: أنشأ السومريون نظامهم السياسي البرلماني في الألف الثالثة قبل الميلاد. تُوثق ألواح سومر ثورة أهالي مدينة (لجش) ضد زعيمهم (اور نانشة) بسبب الضرائب الباهظة، وانتخابهم زعيمًا جديدًا (أوروكاجينا).
العدالة: تجلت العدالة في سومر بصورة متحضرة، حيث يُذكر أن أول جريمة قتل في سومر حدثت في 1850 قبل الميلاد، وحُكم على الجناة بالإعدام بعد محاكمتهم.
الجانب الديني
كان السومريون يؤمنون بالعودة إلى الحياة بعد الموت، حيث يعتقدون بوجود عالم أسفل هذا العالم تذهب إليه أرواح الأموات، ويخرج بعض الأرواح في مناسبات خاصة ثم تعود إليه. تذكر الألواح السومرية عددًا من القصص حول هذا العالم.