أين كانت مملكة المناذرة

الامارات 7 - مملكة المناذرة كانت إحدى الممالك العربية القديمة التي سبقت الإسلام، وهي امتداد للممالك العربية التي حكمت العراق، مثل مملكتي ميسان والحضر. ينتمي المناذرة إلى بني لخم، الذين كانوا ملوك مملكة الحضر في العراق، ويُستدل على ذلك من النقوش الأثرية في منطقة أم جمال. كانت حدود المملكة تمتد من عمّان في الأردن إلى ساحل الخليج العربي جنوبًا، وتشمل أجزاء كبيرة من الشام والعراق، مما جعلها واحدة من أقوى السلالات في تلك الحقبة.

من الناحية الفكرية والدينية، كانت منطقة الحيرة في مملكة المناذرة مركزًا مهمًا للعلم والثقافة، حيث احتوت على معاهد ومدارس تدرس الدين، الشعر، العلوم، والطب. من أبرز الشخصيات التي درست في تلك الفترة: إيليا الحيري، الذي أسس دير مار إيليا، ونصير أبو نصر موسى بن نصير فاتح الأندلس، إضافة إلى العديد من الشعراء المشهورين مثل النابغة الذبياني، وطرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص. كان معظم سكان المملكة يتبعون مذهب كنيسة المشرق، وكان من أشهر داعي هذا المذهب في تلك الفترة: القديس حنانيشوع، والقديس مار يزحنا، والقديس عبد المسيح الحيري، والقديس هوشاع.

سياسيًا، شهدت مملكة المناذرة فترة من القوة بعد ضعف مملكة تدمر، حيث تم توسيع النفوذ بفضل القائد المنذوري جذيمة الأبرش الذي حكم المنطقة، وبعد وفاته تولى عمرو بن عدي الحكم ليكون أول ملك من ملوك المناذرة، مما يمثل بداية قوية للمملكة. في تلك الفترة، كانت الإمبراطورية الساسانية هي القوة الكبرى في المنطقة.

كان الجيش المناذري يتألف من خمس كتائب رئيسية:

الأشاهب: وهم فرس خدموا تحت قيادة ملوك الحيرة والمناذرة.
الدواسر: مجموعة من العرب الذين اشتهروا بقوتهم وإخلاصهم، وبرزت أمثال مثل "أبطش من دوسر".
الرهائن: مجموعة من خمس مئة رجل من قبائل عربية مختلفة، كانوا يخدمون لمدة سنة واحدة فقط.
الصنائع: رجال من قبائل بني تيم اللات، بني قيس، وبني ثعلبة، نذروا أنفسهم لخدمة الجيش.
الوضائع: كتيبة مكونة من ألف مقاتل يقودهم ملك فارس، وكانوا يساندون الملك المناذري في المعارك، مع خدمتهم لمدة سنة واحدة فقط.



شريط الأخبار