جزيرة صاي

الامارات 7 - تعد جزيرة صاي من أبرز الجزر في السودان، وهي معروفة بلقب "جزيرة العلم والثقافة" أو "جزيرة المعلمين"، وذلك بفضل مستوى محو الأمية فيها الذي يكاد يلامس الصفر، ولأن أغلب سكانها يعملون في مجال التعليم على مختلف مستوياته، من التعليم الأساسي إلى الجامعي.

تقع الجزيرة جنوب وادي حلفا، على بعد حوالي 160 كم منه، وتبعد 9 كم عن مدينة عبري. تتكون الجزيرة من أربع قرى رئيسية هي: صاي صاب، موركة، أرودين، وعدو. تمتد الجزيرة بطول 12 كم، بينما يبلغ عرضها حوالي 7 كم.

تتميز جزيرة صاي بوجود العديد من الآثار التي تعود إلى حضارات قديمة، بفضل التنقيب الذي تقوم به البعثات الفرنسية. تم العثور على مجموعة كبيرة من الأوابد، المعابد القديمة، والمقابر التي تعود لحضارتي كرمة ونوباتيا. كما اكتشفت قلعة ضخمة تعود إلى الدولة المصرية الحديثة (حوالي 1550-1080 قبل الميلاد). تشير الدراسات إلى أن سكان الجزيرة قد مارسوا الزراعة منذ العصر الحجري (من 3000 إلى 5000 قبل الميلاد)، وكانت الجزيرة بمثابة العاصمة الثانية لمملكة كرمة، وملتقى للقوافل التجارية القادمة من مصر.

الجزيرة تحتوي على أهرامات صغيرة تعود لحضارة مروي، بالإضافة إلى بقايا كاتدرائية في منطقة كيسيه، التي تعني "الكنيسة" بلغة النوبيين. كما تضم القلعة العثمانية ومسجد علي المشهور بموقعه على ضفاف نهر النيل.

على الرغم من أهمية الجزيرة الثقافية والتاريخية ودورها في تكوين العديد من الشخصيات البارزة مثل الشاعر خليل فرح، والفنان محمد وردي، والبروفيسور جلال عبد الله، والطبيب العالمي سعيد كيلاني، فإنها تعاني في الوقت الحالي من قلة السكان بسبب فيضان نهر القاش الذي دمر العديد من مبانيها، فضلاً عن نقص الخدمات الأساسية. اليوم، أصبحت الجزيرة محمية خاصة لعمليات التنقيب عن الآثار.

مع ذلك، يرى البعض أن هذا الوضع يمكن أن يشكل فرصة لدفع السياحة الأثرية في الجزيرة عبر تحسين الخدمات والمرافق، وإنشاء متحف متخصص يعرض اللُقى والآثار النوبية، مما قد يسهم في إحياء الجزيرة وجذب الزوار والباحثين.



شريط الأخبار