مدينة وادان الموريتانية

الامارات 7 - مدينة وادان الموريتانية تعد من أبرز المدن التاريخية في موريتانيا، تأسست في عام 536 هـ على يد عثمان الأنصاري، ويعقوب القرشي، وعلي الصنهاجي. تم اختيار موقعها بعناية نظرًا لأهميته الاستراتيجية، حيث تقع على هضبة آدرار شمال شرق موريتانيا بالقرب من بناء حجري ضخم يعرف بقلب الريشات. تبعد المدينة حوالي 170 كم عن مدينة أطار و93 كم عن مدينة شنقيط.

كانت وادان في الماضي مركزًا علميًا وتجاريًا هامًا، إذ تضم "شارع الأربعين عالماً" وتعتبر مركزًا لتبادل التجارة بين القوافل المحملة بالذهب، الملح، والعبيد القادمة من الساحل، بالإضافة إلى قوافل شمال أفريقيا. كما كانت المدينة ميناءً صحراويًا نشطًا. بسبب موقعها الاستراتيجي، تعرضت المدينة لغزوات عديدة، حيث سيطر عليها البرتغاليون عام 1484م قبل أن يغادروا عام 1491م.

اليوم، تتكون مدينة وادان من جزئين؛ الجزء الأول هو المدينة القديمة، التي أصبحت وجهة سياحية عالمية بعد أن أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. أما الجزء الثاني فهو مأهول بالسكان ويضم العديد من المباني الإدارية.

المدينة مشهورة أيضًا بسورها العظيم الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 85 مترًا، ويصل سمكه إلى متر ونصف. كان السور يهدف إلى حماية المدينة من الهجمات واللصوص، ويعد من أبرز معالمها الأثرية.

واجهت مدينة وادان العديد من الأزمات على مر العصور، مثل الفتنة الكبرى بين قبيلة إدو الحاج وقبيلة كنتة التي دامت أربعين سنة، مما أدى إلى هجرة العلماء وتدمير المكتبات. كما تأثرت بالفتنة السعددية وما خلفته من دمار، وتراجع حركة التجارة بعد تحول الطرق التجارية نحو السواحل الأطلسية. تعرضت المدينة أيضًا للاحتلال الفرنسي الذي قسمها بهدف قطع الاتصال بين الثوار في موريتانيا، المغرب، والجزائر. كما عانت المدينة من موجات جفاف عديدة في القرن الماضي وظهور ظاهرة التصحر، مما أدى إلى نزوح كبير من سكانها إلى المدن المجاورة.



شريط الأخبار