بحث حول لواء إسكندرون

الامارات 7 - لواء الإسكندرون، الذي كان يُعرف سابقًا بجمهورية هتاي، هو منطقة ذات تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من 50 ألف سنة قبل الميلاد. استوطنها العديد من الحضارات القديمة مثل الأشوريين والفينيقيين والفرس. كما تأسست فيها إمبراطورية أنطاكيا، التي أصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية في فترة الحكم الأموي، قبل أن تنتقل تحت السيطرة الفرنسية في عام 1929م.

في عام 1938م، تم تأسيس كيان سياسي مؤقت في منطقة سنجق إسكندرون خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا. كانت المنطقة جزءًا من ولاية حلب في العهد العثماني، وتم ربطها بسوريا مجددًا بجهود الرئيس أحمد نامي في عام 1926م، ولكن في 1939م تم ضمها إلى تركيا، وهو ما لم تعترف به سوريا رسميًا. في إطار هذا النزاع، قررت فرنسا جعل المنطقة منزوعة السلاح، لكن من الناحية المالية والإدارية والسياسية، كانت تابعة للجمهورية السورية. وفي عام 1932م، انضمت تركيا إلى عصبة الأمم، ثم طالبت الأمم المتحدة بإجراء استفتاء في اللواء لتحديد ما إذا كان سكانه يرغبون في البقاء مع سوريا أو الانضمام إلى تركيا. وافقت الحكومة السورية على الاستفتاء ظنًا منها أن الأغلبية العربية ستصوت لصالح سوريا، لكن الحكومة التركية أرسلت آلاف المواطنين الأتراك لتوجيه النتيجة لصالح الضم، ونجحت في مسعاها بفصل اللواء عن سوريا ليصبح جزءًا من تركيا.

جغرافيًا، يمتد لواء الإسكندرون على مساحة 4800 كيلومتر مربع، ويقع في شمال غرب سوريا على البحر الأبيض المتوسط. المنطقة تتميز بتضاريس جبلية، حيث تبرز جبال الأقرع والأمانوس وموسى والنفاخ، وفيما بينها يتوزع سهل العمق. كما يمر نهر العاصي ونهر الأسود ونهر عفرين عبر المنطقة.

اقتصاديًا، يشكل لواء الإسكندرون منفذًا بحريًا مهمًا لولاية حلب. مدينة الإسكندرونة هي من أبرز الموانئ التي تعتمد عليها تركيا في تصدير النفط. كما يعتمد اقتصاد المنطقة بشكل كبير على السياحة التي تنشط بفضل المواقع التاريخية والطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى الزراعة التي تشتهر بإنتاج القطن والتبغ والحبوب والفواكه مثل المشمش والبرتقال والتفاح. كما تشهد المنطقة نشاطًا صناعيًا في مجالات الزجاج والنسيج.

سياحيًا، يُعد لواء الإسكندرون من أبرز الوجهات الساحلية في تركيا، التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بجمال طبيعتها وتنوعها الثقافي والحضاري. من أبرز معالمها السياحية: حمامات رايهانلي الطبيعية، قلعة داربيساك، شلال ديارمان، جنة باتي أياز، ومتحف أنطاكية.



شريط الأخبار