العصر الحجري الحديث في شمال إفريقيا

الامارات 7 - بدأ العصر الحجري الحديث منذ حوالي 10200 سنة قبل الميلاد في بعض مناطق الشرق الأوسط، بينما في مناطق أخرى من العالم بدأ في فترات تتراوح بين 2000 إلى 4500 سنة قبل الميلاد. شهد هذا العصر تطورًا تكنولوجيًا ملحوظًا للإنسان، حيث تم التحول إلى الزراعة التي شكلت أساس هذا العصر. انتهت فترة العصر الحجري الحديث عندما بدأ استخدام الأدوات المعدنية، مما أدى إلى انتقال البشرية إلى العصور المعدنية مثل العصر النحاسي أو البرونزي والعصر الحديدي.

يعد العصر الحجري الحديث بداية العديد من التطورات السلوكية والثقافية، مثل استخدام المحاصيل الزراعية وتربية الحيوانات الأليفة، بما في ذلك الدواجن. وفي منطقة بلاد الشام والضفة الغربية، بدأ العصر الحجري الحديث حوالي 10200 سنة قبل الميلاد، حيث كانت هذه المنطقة أول من استخدم الحبوب. في الفترة بين 8800 و10200 قبل الميلاد، ظهرت الثقافة الزراعية في بلاد الشام وانتشرت إلى مناطق مثل آسيا الصغرى وشمال أفريقيا وشمال بلاد ما بين النهرين.

أما في شمال أفريقيا، فقد ظهرت عدة ابتكارات في العصر الحجري الحديث، حيث انتشرت الصناعة على طول السواحل المغربية بين 10000 و15000 سنة قبل الميلاد. كان المناخ في تلك الفترات جافًا نسبيًا، ما جعله مثاليًا للصيد. في الفترة بين 5000 و9000 قبل الميلاد، انتشرت بعض الصناعات التي أثرت على المنطقة الأيبيرية الموروسية، والتي كانت تمثل نوعًا من الانتقال الثقافي من الشعوب الكبسولية، الذين قد يكونوا أسلاف الليبيين القدماء.

في ليبيا والمغرب، أدت ثقافة العصر الحجري القديم إلى تدجين الحيوانات والتحول من الصيد والجمع إلى إنتاج الغذاء بشكل ذاتي. استمر اقتصاد الرعي، الذي يعتمد على المواشي، في شمال أفريقيا حتى العصر الكلاسيكي. في مصر والسودان، نشأت ثقافة جديدة تعتمد على الزراعة، وظهرت تقاليد العصر الحجري الحديث.

خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، استمر تأثير تقاليد العصر الحجري الحديث في المغرب، رغم حدوث بعض التغيرات الطفيفة. وبدأ العصر البرونزي في المنطقة، لكن نظرًا لندرة المعادن في شمال أفريقيا، كانت الأدوات والأسلحة تُصنع من الحجر ثم من الحديد فيما بعد.

فيما يتعلق بالفن والحياة في شمال أفريقيا، عُثر على منحوتات صخرية في جنوب جبال الأطلس وجنوب مدينة وهران، وبعضها يعود إلى العصور الحديثة. كما انقرضت بعض الحيوانات مثل الجاموس العملاق والفيل ووحيد القرن في مناطق كانت فيما بعد صحراء. الفن الصخري في شمال أفريقيا يختلف عن نظيره في مصر، ومن الصعب تحديد أي ارتباط بينهما. كما توجد آلاف المقابر الكبيرة ذات الأسطح الحجرية في شمال أفريقيا التي تعود إلى العصور الحجرية الحديثة، مثل تلة فيمزورا وضريح ميدراسين في الجزائر، والتي يُعتقد أن لها تأثيرات فينيقية.









شريط الأخبار