أهمية موقع الأردن في العصر المملوكي

الامارات 7 - أهمية موقع الأردن في العصر المملوكي

لعبت الأردن دوراً مهماً عبر العصور المختلفة، إذ كانت مركزاً لعدة حضارات تركت آثارها الباقية. في العصر المملوكي، أولى المماليك اهتماماً خاصاً بمنطقة الأردن، فعملوا على تحصين القلاع وتقويتها وإرسال الجنود إليها. كما كانت الأردن نقطة تقاطع لطرق الحج الشامي والمغربي، مما جعلها ذات أهمية استراتيجية.

مظاهر اهتمام المماليك بالأردن

زاد اهتمام المماليك بالأردن من خلال عدة إجراءات، منها:

توفير الحماية والخدمات للقوافل المارة بالأردن.
بناء محطات لاستراحة القوافل وتزويد الخانات بمنشآت لتخزين المياه.
تشييد القلاع وملحقاتها.
تشجيع التجارة الداخلية والخارجية.
استحداث مناطق لجباية المكوس في جنوب الأردن.
الحياة الاقتصادية في الأردن في عهد المماليك

كانت منطقة الأردن جسراً لنقل التأثيرات الحضارية بفضل عبور قوافل الحجيج إلى الديار المقدسة، مما دفع سلاطين المماليك إلى الاهتمام بتوفير محطات استراحة للحجيج والقوافل التجارية. وتجلت مظاهر الاقتصاد المملوكي في الأردن بما يلي:

العملة المتداولة: كانت الدينار والدرهم المملوكي، وقد عثر على الدراهم في مناطق مثل الكرك وحسبان.
الصناعة: اهتم المماليك بالصناعات المختلفة، خصوصاً صناعة السكر التي ازدهرت في عهدهم، حيث أنشأت معاصر ومطابخ في الأغوار التي أصبحت مملوكة للدولة. كما تم احتكار تجارة السكر والتحكم في أسعاره.
الزراعة: ازدهرت زراعة الزيتون، وهو من أهم الموارد الاقتصادية في شرقي الأردن. وقد كان الزيت الأردني من أفضل الأنواع، حيث اهتم المماليك بتقديمه كهدايا للملوك، مثل هدية السلطان جقمق لملك الحبشة. إلا أن الزراعة تأثرت بالكوارث الطبيعية، مثل السيل الذي دمر المحاصيل في عجلون في 728 هـ.
صناعة الأسلحة: شملت قلاع المماليك مثل قلعة الكرك مصانع لصناعة الأسلحة.
التعدين: استُغلت المعادن في منطقة شرقي الأردن مثل الحديد والكبريت في الصناعات المدنية والحربية.
الحياة العلمية في الأردن في عهد المماليك

شهدت الحياة العلمية والثقافية في الأردن تطوراً ملحوظاً في بداية عصر المماليك. أصبحت مدن الأردن مراكز إشعاع علمي، حيث شهدت ظهور علماء وأدباء معروفين على اتصال مع علماء دمشق والقاهرة. من أبرز العلماء كان فقهاء عجلون من عائلة الباعوني. كما أصبحت مدينة الكرك مركزاً ثقافياً مهماً يزوره الطلاب للحصول على العلم.

الآثار الدينية والمدنية والحربية في الأردن

أثرى المماليك منطقة شرقي الأردن بالعديد من المنشآت الدينية والمدنية والحربية، ومنها:

المسجد الجامع في عجلون: الذي أمر ببنائه الملك الصالح نجم الدين أيوب، ويعد من أقدم المساجد الباقية.
الخانات: أقيمت الخانات لتيسير حركة التجارة بين مصر وبلاد الشام، مثل خان العقبة وخان الحسا.
القلاع: شهدت الأردن العديد من القلاع المملوكية مثل قلعة الشوبك وقلعة الكرك التي حظيت باهتمام خاص من السلطان الظاهر بيبرس، حيث كانت القلاع جزءاً مهماً من الدفاعات الحربية في المنطقة.








شريط الأخبار