مدينة تونس العتيقة

الامارات 7 - تُعدّ مدينة تونس العتيقة مدينة تاريخية ذات أهمية كبيرة، وهي أول مدينة عربية إسلامية في منطقة المغرب العربي. تأسست المدينة في القرن السابع الميلادي، وتحديداً في عام 698م، في المنطقة المحيطة بجامع الزيتونة، الذي يُعد ثاني أقدم جامع في تونس. هذا الجامع كان له دور بارز في تحويل المدينة إلى مركز ثقافي وتعليمي هام. في القرن التاسع، كانت المدينة محاطة بأسوار، التي اختفت اليوم، ولكن لا يزال بإمكان الزوار اكتشاف العديد من الأزقة، والأسواق، والجوامع، والمواقع التاريخية التي تعكس تاريخ المدينة.

تحتوي تونس العتيقة على أكثر من 700 معلم أثري يعود تاريخها إلى الحقبتين الموحدية والحفصية بين القرن الثاني عشر والسادس عشر، وهي فترة شهدت فيها المدينة ازدهاراً تجارياً وثقافياً. في عام 1979، تم تصنيف المدينة كموقع تراثي عالمي من قبل اليونسكو.

تكتسب المدينة أهمية تاريخية كبيرة لعدة أسباب، منها كونها أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا. كما كانت عاصمة للعديد من السلالات الحاكمة مثل بنو خراسان والحسينيون، مما جعلها نموذجاً حياً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت في الفن المعماري والمجتمع بشكل عام. لعب الموقع الجغرافي للمدينة بين المغرب العربي، والمشرق العربي، وجنوب أوروبا دوراً مهماً في تعزيز التبادل الثقافي والفني بين حضارات هذه المناطق.

من أبرز معالم تونس العتيقة:

القصبة: التي كانت مركزاً للحكم العسكري، وتُعد أقدم ثكنة عسكرية في تونس.
الأسواق: التي بُنيت في القرن الثامن، مثل سوق العطارين، وسوق الأقمشة، وسوق الشوشية، التي تتميز بتنوع الروائح والألوان.
البيوت والقصور: مثل دار حسين ودار لصرم، التي تعود إلى القرون الماضية وتفتح الآن للجمهور والسياح.
المساجد: أبرزها جامع الزيتونة، الذي يُعد حجر الأساس لأحد أهم الجامعات الإسلامية في العالم العربي.
تظل مدينة تونس العتيقة شاهدة على تطور الحضارة الإسلامية في المنطقة، وجسراً مهماً بين ثقافات متعددة عبر العصور.



شريط الأخبار