مدينة القليعة

الامارات 7 - تعد الجزائر من أكبر الدول في القارة الإفريقية، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كما هو الحال مع العديد من الدول الساحلية، لعبت الجزائر دوراً مهماً في الحضارات القديمة. مدينة القليعة تعد من أبرز مدن الجزائر، وهي مأخوذة من كلمة "قلعة"، التي أُطلقت عليها نسبة إلى الأندلسيين الذين استوطنوا المدينة، حيث أطلقوا عليها هذا الاسم. تقع القليعة على بعد حوالي 30 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائر، وتتبع إدارياً ولاية تيبازة.

تأسست مدينة القليعة في عام 1550، بعد سقوط غرناطة في أواخر حكم المماليك في الأندلس. بعد هذا السقوط، اختار العديد من الأندلسيين الهجرة إلى المدن الأندلسية على السواحل المقابلة. استقر الأندلسيون من القشتاليين والبلنسيين والغرناطيين في هذه المدينة، وأطلقوا عليها اسم "القليعة" نسبة إلى مدينة القلعة في غرناطة. أسسها حسن باشا بن خير الدين بربروس خلال بداية الحكم العثماني. أصبحت القليعة ملاذاً آمناً لهؤلاء المهاجرين، وغلبت على أهلها مهن الفلاحة، والحرف التقليدية، والصناعة والتجارة. كما قاموا ببناء قصور ومنازل ذات طابع أندلسي، الذي لا يزال مظهراً بارزاً في المدينة إلى اليوم، مع حفاظ سكان القليعة على التقاليد والعادات الأندلسية.

تعد القليعة وجهة سياحية هامة للمهتمين بالحضارة الأندلسية، حيث تميز شوارعها الضيقة والمباني المعمارية الطابع الأندلسي. من أبرز معالم المدينة التي ما زالت قائمة القلعة العتيقة، المسجد العتيق، مقام الولي الصالح سيدي علي مبارك، وحي بن عزوز الشهير.

فيما يخص العادات والتقاليد، يُعتبر التراث الأندلسي جزءاً مهماً من هوية سكان القليعة، الذين حافظوا على الحرف التقليدية مثل صناعة الأثاث الخيزراني المنقوش، وصناعة الشبيكة التي تشتهر بها النساء. كما برع أهل القليعة في الغناء والموسيقى، حيث تم تأسيس "دار الغرناطة" عام 1972 للمحافظة على الموسيقى الأندلسية وتعليم الغناء والشعر الأندلسي، والعزف على الآلات الموسيقية مثل العود والكمان والربابة.









شريط الأخبار