وصف جمال مدينة سوسة

الامارات 7 - مدينة سوسة التونسية: جوهرة الساحل

تقع مدينة سوسة التونسية على الساحل الشرقي الأوسط لتونس، مطلةً على البحر الأبيض المتوسط، ما يمنحها موقعًا استراتيجيًا ومناخًا متنوعًا. تُعرف باسم "جوهرة الساحل" نظرًا لجمالها الطبيعي والتراثي. تبعد حوالي 140 كم جنوب العاصمة تونس، وتغطي مساحة 2619 كم²، أي ما يعادل 1.7% من إجمالي مساحة البلاد. تحد المدينة من الشمال ولاية نابل، ومن الجنوب ولايتا المنستير والمهدية، بينما تحدها من الغرب ولايتا زغوان والقيروان، وتطل شرقًا على البحر.

المناخ والتضاريس
تتميز سوسة بمناخ معتدل على طول الساحل وقارّي في المناطق الداخلية، مع درجات حرارة تتراوح بين 12-18 درجة مئوية في الشتاء و19-38 درجة مئوية في الصيف. الأمطار غير ثابتة الكميات، وتركز في فصلي الربيع والخريف.

تتنوع تضاريس المدينة بين سهول منخفضة لا يتجاوز ارتفاعها 75 مترًا، مما يجعلها مناسبة للزراعة وتربية الماشية، ومنخفضات رطبة مثل سبخة سيدي الهاني وسبخة الكلبيّة. إلى جانب ذلك، تحدها جبال في الشمال الشرقي يصل ارتفاعها إلى 500 متر، وتقطعها أودية مثل وادي المالح ووادي الرمل. كما يمتد شاطئ رملي على طول 170 كم، يشكل وجهة مثالية للصيد والسياحة والنشاطات البحرية.

الأهمية التاريخية والمعالم الأثرية
ازدهرت سوسة خلال فترة حكم الأغالبة (800-900م)، حيث لعبت دورًا مهمًا كميناء تجاري وعسكري. أدرجت المدينة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1988م بفضل غناها التاريخي والثقافي. من أبرز معالمها:

متحف سوسة الأثري: يحتوي على فسيفساء رومانية من القرنين الثاني والثالث الميلاديين.
المدينة الأثرية: تضم أسوارًا قديمة ومساجد وأسواق يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي.
الرباط: حصن تاريخي بني في القرن الثامن الميلادي، كان يستخدم كمركز دفاعي وعبادي.
الجامع الكبير: شُيّد عام 851م، يتميز بأسواره وأبراجه الدفاعية، ولكنه يفتقر إلى المئذنة.
شاطئ بوجعفر: شاطئ شعبي يزخر بالفنادق والشاليهات.
الطبيعة الساحرة في سوسة
تضم سوسة تنوعًا بيئيًا فريدًا يمتد عبر السواحل والجزر والغابات والمناطق الرطبة. من أبرز مظاهر الطبيعة فيها:

محمية سبخة الكلبيّة: تأسست عام 1993، وتحتضن تنوعًا بيولوجيًا كبيرًا، بما في ذلك طيور مهددة بالانقراض.
الغابات الساحلية: مثل غابة المدفون التي تمتد شمال مدينة هرقلة، وهي غنية بأشجار الصنوبر الحلبي والسنط الأزرق.
المناطق الرطبة: تضم سبخات مثل سبخة الكلبيّة، التي تتحول إلى بحيرة خلابة في موسم الأمطار، وسبخة سيدي الهاني، التي تستقطب الطيور المهاجرة في الشتاء.
مدينة سوسة: مزيج من التراث والطبيعة
تمثل سوسة وجهة سياحية عالمية تستقبل أكثر من مليون ونصف زائر سنويًا، حيث تجمع بين التاريخ الغني، والمناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ الممتدة، مما يجعلها جوهرة فريدة على الساحل التونسي.









شريط الأخبار