الامارات 7 - فتح الأندلس وتاريخ مدينتي غرناطة وإشبيلية
مقدمة
فتح المسلمون الأندلس في أواخر القرن الأول الهجري، وشهدت تلك الأراضي ازدهارًا في العلوم، والمعارف، والفنون، حيث شيد المسلمون فيها القصور والمباني وأقاموا الأحياء المزدهرة. تعد مدينتا غرناطة وإشبيلية من أبرز مدن الأندلس، ولكل منهما تاريخ عريق يعكس تطور الحضارة الإسلامية.
مدينة غرناطة
الموقع الجغرافي
تقع غرناطة في الجنوب الشرقي من الأندلس، تحدها شمالًا مرتفعات تطل على نهر الوادي الكبير، وجنوبًا نهر شنيل الذي ينبع من جبال سييرا نيفادا (جبال الثلج). تبعد المدينة حوالي 70 كيلومترًا عن البحر وتتميز بمناخ معتدل وجميل. تعني كلمة غرناطة في العربية "تل الغرباء"، وفي الإسبانية "شجر الرمان".
تاريخ المدينة
كانت قبائل الإيبيروس أول من استوطن غرناطة، واستخدموا المغارات الجبلية مساكن لهم. لاحقًا، أسس الفينيقيون محطة تجارية بجوار المدينة نظرًا لموقعها الاستراتيجي. بفضل مرجها الخصيب ووفرة الجداول والأنهار والبساتين، كانت غرناطة محط أنظار الغزاة.
دخلها المسلمون في القرن الثامن الميلادي واستقروا فيها، ثم أصبحت عاصمة لدولة بني زيري الصنهاجيين في القرن الحادي عشر. لاحقًا، أسس محمد بن أحمد بن نصر دولة بني الأحمر، وكان أبو عبد الله محمد بن علي آخر حكامها المسلمين، حيث سلمها لملكي قشتالة فرناندو وإيزابيلا في عام 1492م. في البداية، سمح الحكام الجدد للمسلمين بممارسة شعائرهم، لكن سرعان ما أجبروا على اعتناق المسيحية أو مغادرة الأندلس. أطلق على المسلمين الذين تنصروا اسم "الموريسكوس"، واستمروا بممارسة الإسلام سرًا رغم الاضطهاد.
حي البيازين
يُعد حي البيازين من أبرز معالم غرناطة، ويحتفظ بالطابع الأندلسي حتى اليوم. يتميز بضيق شوارعه وتلاصق بيوته وصغر حجمها. كان الحي يضم مساجد عديدة، حُولت معظمها إلى كنائس. يحتوي الحي على قصر "دار الحرة"، وفي نهايته يؤدي طريق ضيق إلى حي الجبل المقدس "السكرومنتي"، الذي يعتبر مقرًا للغجر.
مدينة إشبيلية
الموقع الجغرافي
تقع إشبيلية على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير، مما جعلها ميناءً مهمًا في جنوب الأندلس. كانت عاصمة القوط الغربيين قبل أن ينقل الملك ليوفخلدو العاصمة إلى طليطلة عام 560م.
التاريخ الإسلامي
في الفتح الأول بقيادة طارق بن زياد، لم يتمكن المسلمون من السيطرة على إشبيلية، لكنها سقطت في الفتح الثاني بقيادة موسى بن نصير، الذي جعلها عاصمة لولايته بسبب موقعها القريب من المغرب وسهولة الاتصال بباقي مدن الأندلس.
بعد عزل موسى بن نصير ومقتل ابنه عبد العزيز، تم نقل العاصمة إلى قرطبة، مما أدى إلى انخفاض عدد السكان العرب في إشبيلية وازدياد الوجود المسيحي فيها. لاحقًا، عندما بعثت الخلافة الأموية جيشًا إلى المنطقة، استقر عدد من القبائل العربية مثل بني موسى وبني خلدون في المدينة.
نهاية الحكم الإسلامي
بدأت ملامح نهاية الحكم الإسلامي في إشبيلية بعد هزيمة الموحدين أمام الإسبان في معركة العقاب. رغم محاولات الخليفة الموحدي أبو العلاء إدريس لترميم المدينة وتعزيز دفاعاتها، استولى الجيش القشتالي عليها عام 1248م بعد حصار دام سنة ونصف.
تظل غرناطة وإشبيلية شاهدتين على عظمة الحضارة الإسلامية في الأندلس، بآثارهما ومعالمهما التي تروي قصص الماضي المشرق.
مقدمة
فتح المسلمون الأندلس في أواخر القرن الأول الهجري، وشهدت تلك الأراضي ازدهارًا في العلوم، والمعارف، والفنون، حيث شيد المسلمون فيها القصور والمباني وأقاموا الأحياء المزدهرة. تعد مدينتا غرناطة وإشبيلية من أبرز مدن الأندلس، ولكل منهما تاريخ عريق يعكس تطور الحضارة الإسلامية.
مدينة غرناطة
الموقع الجغرافي
تقع غرناطة في الجنوب الشرقي من الأندلس، تحدها شمالًا مرتفعات تطل على نهر الوادي الكبير، وجنوبًا نهر شنيل الذي ينبع من جبال سييرا نيفادا (جبال الثلج). تبعد المدينة حوالي 70 كيلومترًا عن البحر وتتميز بمناخ معتدل وجميل. تعني كلمة غرناطة في العربية "تل الغرباء"، وفي الإسبانية "شجر الرمان".
تاريخ المدينة
كانت قبائل الإيبيروس أول من استوطن غرناطة، واستخدموا المغارات الجبلية مساكن لهم. لاحقًا، أسس الفينيقيون محطة تجارية بجوار المدينة نظرًا لموقعها الاستراتيجي. بفضل مرجها الخصيب ووفرة الجداول والأنهار والبساتين، كانت غرناطة محط أنظار الغزاة.
دخلها المسلمون في القرن الثامن الميلادي واستقروا فيها، ثم أصبحت عاصمة لدولة بني زيري الصنهاجيين في القرن الحادي عشر. لاحقًا، أسس محمد بن أحمد بن نصر دولة بني الأحمر، وكان أبو عبد الله محمد بن علي آخر حكامها المسلمين، حيث سلمها لملكي قشتالة فرناندو وإيزابيلا في عام 1492م. في البداية، سمح الحكام الجدد للمسلمين بممارسة شعائرهم، لكن سرعان ما أجبروا على اعتناق المسيحية أو مغادرة الأندلس. أطلق على المسلمين الذين تنصروا اسم "الموريسكوس"، واستمروا بممارسة الإسلام سرًا رغم الاضطهاد.
حي البيازين
يُعد حي البيازين من أبرز معالم غرناطة، ويحتفظ بالطابع الأندلسي حتى اليوم. يتميز بضيق شوارعه وتلاصق بيوته وصغر حجمها. كان الحي يضم مساجد عديدة، حُولت معظمها إلى كنائس. يحتوي الحي على قصر "دار الحرة"، وفي نهايته يؤدي طريق ضيق إلى حي الجبل المقدس "السكرومنتي"، الذي يعتبر مقرًا للغجر.
مدينة إشبيلية
الموقع الجغرافي
تقع إشبيلية على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير، مما جعلها ميناءً مهمًا في جنوب الأندلس. كانت عاصمة القوط الغربيين قبل أن ينقل الملك ليوفخلدو العاصمة إلى طليطلة عام 560م.
التاريخ الإسلامي
في الفتح الأول بقيادة طارق بن زياد، لم يتمكن المسلمون من السيطرة على إشبيلية، لكنها سقطت في الفتح الثاني بقيادة موسى بن نصير، الذي جعلها عاصمة لولايته بسبب موقعها القريب من المغرب وسهولة الاتصال بباقي مدن الأندلس.
بعد عزل موسى بن نصير ومقتل ابنه عبد العزيز، تم نقل العاصمة إلى قرطبة، مما أدى إلى انخفاض عدد السكان العرب في إشبيلية وازدياد الوجود المسيحي فيها. لاحقًا، عندما بعثت الخلافة الأموية جيشًا إلى المنطقة، استقر عدد من القبائل العربية مثل بني موسى وبني خلدون في المدينة.
نهاية الحكم الإسلامي
بدأت ملامح نهاية الحكم الإسلامي في إشبيلية بعد هزيمة الموحدين أمام الإسبان في معركة العقاب. رغم محاولات الخليفة الموحدي أبو العلاء إدريس لترميم المدينة وتعزيز دفاعاتها، استولى الجيش القشتالي عليها عام 1248م بعد حصار دام سنة ونصف.
تظل غرناطة وإشبيلية شاهدتين على عظمة الحضارة الإسلامية في الأندلس، بآثارهما ومعالمهما التي تروي قصص الماضي المشرق.