أساليب علاج الطب العربي والإسلامي ودورها في «منتجع زُلال الصحي من شيفا-سوم»

الامارات 7 - في عَصرٍ يسعى فيه قطاع العناية بالصحة لمواكبة آخر المستجدات على الساحة العالمية، تبرز الجهود الرامية للعودة إلى ممارسة الأساليب القديمة في هذا المجال، التي عبرت حدود الزمن، لتصل إلينا في القرن الواحد والعشرين، لتتميز عن التوجّه السائد اليوم. ويقدم الطب الإسلامي العربي التقليدي (TAIM)، بتاريخه الغني في العالم العربي، نهجاً شاملاً يغذي الجسم والعقل والروح. وفي «منتجع زُلال الصحي من شيفا-سوم» الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط - يتم إحياء هذه الأساليب العريقة في بيئة فاخرة وحديثة، حيث يمكن للضيوف إعادة اكتشاف طرق الشفاء القديمة بطريقة حديثة تواكب روح العصر.

أسس ومبادئ الطب الإسلامي العربي التقليدي
يعتبر الطب الإسلامي العربي التقليدي نظاماً صحياً شاملاً، يتميز بجذور عميقة تمتد في جميع أنحاء العالم العربي، وتعود لقرون من الزمن، ويعتبر كتاب الطب لابن سينا ​​(Avicenna) في عام 1025 أول وثيقة تضع أسس توثيقية واضحة لهذا المجال. حيث يركز على تحقيق التوازن في كل جوانب الحياة - الجسدية والعقلية والروحية - استناداً إلى التعاليم الإسلامية، وذلك من خلال ممارسات عملية تتعلق بالنظام الغذائي والتمارين والهضم والاسترخاء على سبيل المثال لا الحصر. ويمثل هذا النوع من الاستشفاء خليطاً متناغماً من مبادى الطب الإسلامي وأساليب الشفاء التي تم اعتمادها في المنطقة العربية على مر السنين.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور مباريس أحمد، أخصائي الطب الإسلامي التقليدي في المنتجع: "يقوم الطب الإسلامي التقليدي على مبدأ الحفاظ على توازن أخلاط الجسم الأربعة (الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء) باعتباره أمراً ضروري للحفاظ على صحة جيدة. وتعتبر هذه الأخلاط مجموعة السوائل الأساسية في الجسم حيث تؤثر على الصحة البدنية وعلى شخصية الفرد أيضاً."

كما يعتبر "المزاج" في الطب الإسلامي التقليدي عاملاً أساسياً لتقييم صحة الشخص بشكل عام. إذ يعكس الصفات الطبيعية لكل من الجسم والعقل، التي تنشأ بفعل توازن الأخلاط. ويتسم كل "مزاج" بمجموعة خاصة من السمات، التي تؤثر على الصحة البدنية والنفسية والعاطفية.

ويصنف الطب العربي الإسلامي التقليدي الأشخاص إلى أربع "مزاجات" أساسية، يرتبط كل منها بهيمنة خليط معين من الاخلاط الأربعة وهي:
المزاج الدموي: يغلب عليه الدم. ويُنظر إلى هذه الفئة على أنهم ودودون ومتفائلون ويجيدون التواصل ونشيطون عموماً، على الرغم من كونهم غير منظمين أحياناً.
المزاج اللمفي: يغلب عليه البلغم. ويُنظر إلى هذه الفئة على أنهم هادئون وحذرون وانطوائيون ومبدعون.
المزاج الصفراوي: تغلب عليه المرة الصفراء، ويُنظر إلى هذه الفئة على أنهم عاطفيون وواثقون من أنفسهم وحازمون في قراراتهم.
المزاج السوداوي: تغلب عليه المرة السوداء. يُنظر إلى هذه الفئة على أنهم تأمليون وتحليليون ومنظمون ومحافظون في بعض الأحيان.
وتشرح الدكتورة بيبي عائشة لوكات، أخصائية الطب العربي والإسلامي في المنتجع حول ذلك بقولها: "عندما تكون هذه الأخلاط في حالة عدم توازن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية مختلفة. وفي منتجع زلال الصحي، ينصب تركيزنا على فهم المزيج الفريد لكل شخص. ومن خلال تقييم كل الفرد ومزاجه العام، نقوم بتصميم علاجات مخصصة، لتحقيق الأهداف الصحية الشخصية وتعزز الشعور بالراحة لدى الضيف."

| الطب العربي والإسلامي في «منتجع زُلال الصحي»
يعد «منتجع زُلال الصحي» وجهةً رائدةً في ممارسات الطب العربي والإسلامي، من خلال تقديم تجربة فريدة من نوعها. حيث يبدأ الضيوف باستشارة خبراء الصحة، ومساعدة أخصائي الطب العربي والإسلامي في حال رغبتهم بذلك. ويساعد هذا في تحديد العلاجات والأنشطة التي تناسب احتياجات كل ضيف، إضافةً إلى الخيارات الغذائية والعلاجات العشبية المناسبة.
يوفر المنتجع أيضاً، مجموعة من العلاجات المصممة لتجديد حيوية الجسم والذهن. ومن أبرز المزايا التي يقدمها المنتجع، مساحاته الخضراء وحدائقه ذات الطابع الخاص - مثل حديقة التأمل المليئة بالأعشاب المرتبطة بالطب العربي والإسلامي مثل الزيتون والتين والورد والصبار وأعشاب الليمون - ويرافق خبراء المنتجع الضيوف لإرشادهم والقيام بجولات في الحدائق، للتعرف على أهمية الأعشاب وفوائدها.
كما يستخدم «منتجع زُلال الصحي من شيفا-سوم» في تطبيق ممارسات الطب العربي والإسلامي، أكثر من 250 عشبة طبية، أغليها محلية. كما تساعد العلاجات مثل الحجامة والتدليك الموجّه على إزالة السموم وتخفيف التوتر واستعادة مستويات الطاقة الطبيعية. وتقدم هذه العلاجات تجربة متكاملة، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتراث الثقافي للمنطقة.
وفي هذ السياق، يتجلى التزام المنتجع بالطب العربي والإسلامي التقليدي، فيما يقدمه من خدمات داعمة على المستويين الروحي والغذائي. حيث تساعد العلاجات الروحية، مثل الصلاة وترديد الأذكار، الزوار على إعادة الاتصال بأنفسهم وعائلاتهم والطبيعة من حولهم، وذلك بمساعدة الخبراء والاستشاريين وإرشاداتهم.
ويمكن للضيوف أيضاً الاستمتاع بمجموعة تشمل ما يزيد عن 100 خليط من شاي الأعشاب، مستوحاة من مبادى الطب العربي والإسلامي، يتم تصنيعها بالنباتات التقليدية، مثل الحبة السوداء والنعناع والبابونج، المعروفة بفوائدها العلاجية المتعددة. فقد تم تصميم كل مزيج لدعم جانب من جوانب الصحة العامة.
ويعتبر مطبخ المنتجع جزءاً أساسياً من تجربة العناية بالصحة التي يقدمها. حيث يتم إعداد الوجبات في زلال وفقاً لمبادئ الطب العربي والإسلامي، لتحسين الهضم والصحة العامة. وتمزج القائمة التي يوفرها بين النكهات الشرق أوسطية والعالمية، باستخدام مكونات مثل زيت الزيتون والتين وحليب الإبل والسماق والعسل والتمر لتغذية الجسم والعقل. وتُستخدم هذه الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية في أطباق المنتجع، بالتوازي مع الأعشاب التقليدية وغيرها من المواد الغذائية مثل الزعفران وبذور الخروب.
كما يتم تشجيع الضيوف على اتباع أنظمة غذائية مخصصة لكل ضيف بحسب احتياجاته، مصممة بناءً على إرشادات خبراء التغذية، بما يضمن توافقها مع مبادئ الطب العربي والإسلامي، لدعم الصحة من جهة والقيمة الثقافية من جهة أخرى، عبر إحياء أساليب الطب العربي والإسلامي.
وفي سياقٍ آخر، يشجع المنتجع الضيوف على تبني منهجيات الطب العربي والإسلامي في نمط حياتهم اليومي. وفي هذا الصدد، يوفر "بيت الحكمة" في المنتجع مساحة للقراءة والتعلّم، ويقدم كتباً تتمحور حول الثقافة المحلية وممارسات الشفاء المختلفة. ويمكن للضيوف أيضاً المشاركة في ورش عمل حول الطبخ الصحي وفوائد الزيوت الأساسية، لتزويدهم بالمعرفة لمواصلة رحلة العناية بالصحة بعد مغادرتهم المنتجع.
يعزز موقع «منتجع زُلال الصحي» المتميز من فعالية الطب العربي والإسلامي وعلاجاته المختلفة. حيث يقع المنتجع في الساحل الشمالي بمنطقة "الرويس"، ويوفر بيئة هادئة ومثالية للاسترخاء والتأمل، والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والاتصال مع الطبيعة، إضافةً لما يوفره من وسائل الراحة والرفاهية.
| الاحتفاء بــ "ابن سينا" خلال فعاليات الشهر الأول للاحتفال بالطب العربي والإسلامي التقليدي
في شهر أغسطس الفائت 2024، نظّم المنتجع فعالية "شهر الاحتفاء بالطب العربي والإسلامي التقليدي" للمرة الأولى، وخصصت الفعالية تكريماً لابن سينا "أبو الطب الحديث". وتضمن الحدث ورش عمل وجلسات نقاشية عن العناية بالصحة وحوارات تركّز على مساهمات ابن سينا ​​في الطب وتأثيرها المستمر على أساليب الطب التقليدي حتى يومنا هذا.
وخلال هذا الحدث، أتيحت الفرصة أمام الزوار للتعرف على الأهمية التاريخية التي يحملها الطب العربي والإسلامي التقليدي، وكيفية تطبيق مبادئه في ممارسات العناية الصحية الحديثة. كما تضمن الحدث استعراضاً لتقنيات الشفاء التقليدية، لإعطاء الضيوف لمحة شاملة للتطبيقات العملية لهذا الطب العريق.
| تراثٌ، رفاهيةٌ واستدامة
ما يميز «منتجع زُلال الصحي» عن غيره من الوجهات في هذا المجال، قدرته الفريدة على الجمع بين إرث الطب العربي والإسلامي والرفاهية وأساليب الراحة التي لابد للمنتجعات ذات المستوى العالمي من تقديمها لضيوفه. حيث رسخ هذا المزج مكانة المنتجع كوجهةٍ رائدة في مجال العناية بالصحة والاستجمام، إقليمياً وعالمياً.
بالإضافة إلى ذلك، يلتزم المنتجع بالاستدامة البيئية في جميع أعماله وخدماته، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة الشمسية وإعادة تدوير النفايات وأنشطة زراعة أشجار القرم. وتعكس هذه جهود منهجية «منتجع زُلال الصحي» في الحفاظ على البيئة، بما ينسجم مع مبادئ الطب العربي والإسلامي التي تؤكد على التوازن بين العنصر البشري والطبيعة من حوله. كما يتماشى هذا النهج مع رؤية «مشيرب العقارية» الشاملة لإنشاء مساحات مصممة لتحقيق أعلى مستويات الرفاهية للمجتمعات من خلال مزج التراث مع الحداثة.




شريط الأخبار