اكتشاف علمي في جامعة كاليفورنيا يكشف العلاقة بين حجم الخلايا الدهنية وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني

الامارات 7 - اكتشاف علمي في جامعة كاليفورنيا يكشف العلاقة بين حجم الخلايا الدهنية وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني

حقق باحثون في مركز إيلي وإديث للطب التجديدي وأبحاث الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) اختراقًا علميًا كبيرًا في فهم العلاقة بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وجد العلماء أن حجم الخلايا الدهنية، وليس فقط عددها، يلعب دورًا محوريًا في تطور مقاومة الأنسولين، وهي الآلية الأساسية التي تؤدي إلى مرض السكري.

تفاصيل الدراسة وآليات البحث

ركز الباحثون في دراستهم على تحليل الخلايا الدهنية لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة ومقارنتها مع خلايا دهنية مأخوذة من أشخاص يتمتعون بوزن صحي. باستخدام تقنيات تصوير متقدمة وتحليل الحمض النووي، اكتشفوا أن الخلايا الدهنية الكبيرة تُفرز كميات أكبر من البروتينات الالتهابية والجزيئات الضارة التي تعيق قدرة الأنسولين على تنظيم مستويات السكر في الدم.

أظهرت الدراسة أيضًا أن الخلايا الدهنية الكبيرة تستهلك كميات أقل من الجلوكوز مقارنةً بالخلايا الدهنية الأصغر، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكري.

الدور البيولوجي لحجم الخلايا الدهنية

حجم الخلايا الدهنية ليس مجرد مؤشر على كمية الدهون المخزنة في الجسم، بل يُعتبر عاملًا بيولوجيًا يؤثر على صحة الجسم بشكل عام. وجد الباحثون أن الخلايا الكبيرة تدخل في حالة من الإجهاد الأيضي (Metabolic Stress)، مما يدفعها إلى إفراز مواد التهابية مثل السيتوكينات التي تعزز مقاومة الأنسولين.

تطبيقات الاكتشاف في العلاج والوقاية

تطوير أدوية جديدة: يفتح هذا الاكتشاف المجال أمام تطوير أدوية تستهدف تقليل حجم الخلايا الدهنية أو تعديل نشاطها الأيضي، مما يساعد على تحسين حساسية الأنسولين.

العلاجات الوقائية: يمكن استخدام هذه المعلومات لتصميم برامج غذائية وتمارين رياضية تهدف إلى تقليص حجم الخلايا الدهنية وتحسين الصحة العامة.

تحسين التشخيص: قد يُستخدم قياس حجم الخلايا الدهنية كعلامة بيولوجية لتحديد خطر الإصابة بالسكري بشكل أكثر دقة.

الخطوات التالية في البحث

يخطط الفريق لإجراء تجارب سريرية على البشر لتحديد مدى تأثير تقليل حجم الخلايا الدهنية على تحسين حساسية الأنسولين. كما يعتزمون دراسة التأثيرات طويلة المدى لهذه التعديلات على الوقاية من السكري والأمراض المزمنة الأخرى المرتبطة بالسمنة.

أهمية الاكتشاف عالميًا

مع تزايد معدلات السمنة والسكري عالميًا، يُعد هذا الاكتشاف خطوة محورية نحو فهم أعمق لهذه العلاقة المعقدة. السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل هي حالة بيولوجية معقدة تؤثر على وظائف الجسم بشكل شامل، وهذا البحث يُلقي الضوء على جانب غير معروف سابقًا من هذه التأثيرات.

الخاتمة

يمثل هذا الاكتشاف من جامعة كاليفورنيا خطوة نوعية نحو إيجاد حلول مستدامة لمشكلة السمنة والسكري من النوع الثاني. إذا أثبتت الدراسات المستقبلية إمكانية تطبيق هذه النتائج في العلاجات السريرية، فقد نشهد تحولًا جذريًا في كيفية التعامل مع هذه الأمراض المزمنة على مستوى العالم. الجهود مستمرة والعالم يترقب بفارغ الصبر النتائج الواعدة لهذه الأبحاث.




شريط الأخبار