تأثير انقطاع الطمث على صحة العظام: أسباب التراجع السريع في كثافة العظام خلال أول سنتين، وأهمية الفحوصات المبكرة للحفاظ على صحة الهيكل العظمي

الامارات 7 - انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية في حياة كل امرأة، ولكنها تترافق مع تغييرات فسيولوجية ملحوظة تؤثر على صحة الجسم بشكل عام، بما في ذلك صحة العظام. خلال أول سنتين من انقطاع الطمث، يحدث تراجع كبير في كثافة العظام نتيجة لانخفاض مستويات الإستروجين، وهو هرمون يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على قوة العظام. هذا التراجع السريع يجعل النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام والكسور، مما يبرز أهمية اتخاذ تدابير وقائية وإجراء الفحوصات اللازمة مبكرًا.

كيف يؤثر انقطاع الطمث على كثافة العظام؟
الإستروجين هو أحد الهرمونات الأساسية التي تساعد على الحفاظ على التوازن بين عملية بناء العظام (osteoblasts) وامتصاصها (osteoclasts). عندما تنخفض مستويات الإستروجين بشكل حاد بعد انقطاع الطمث، يحدث اختلال في هذا التوازن لصالح امتصاص العظام، مما يؤدي إلى فقدان الكثافة العظمية بسرعة.

خلال أول سنتين من انقطاع الطمث، قد تخسر النساء ما يصل إلى 20% من كثافة عظامهن، وهو معدل يفوق بكثير التراجع الطبيعي الذي يحدث مع التقدم في العمر.

العوامل التي تزيد من تدهور صحة العظام بعد انقطاع الطمث
إلى جانب انخفاض مستويات الإستروجين، هناك عوامل أخرى تساهم في فقدان كثافة العظام:

العوامل الوراثية: النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام أكثر عرضة لذلك.
نقص الكالسيوم وفيتامين D: عدم كفاية هذه العناصر الغذائية يضعف العظام.
قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة يقلل من قوة العضلات والعظام.
التدخين والكحول: تؤثر هذه العادات سلبًا على كثافة العظام.
الأدوية: بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، قد تزيد من خطر هشاشة العظام.
أعراض تدهور كثافة العظام بعد انقطاع الطمث
عادةً لا تظهر أعراض واضحة لفقدان كثافة العظام إلا بعد حدوث كسر، ولكن يمكن ملاحظة بعض العلامات التي قد تشير إلى ضعف العظام:

آلام في الظهر أو الرقبة نتيجة لكسور خفيفة في الفقرات.
انخفاض تدريجي في الطول.
تقوس العمود الفقري.
ضعف في المفاصل أو العظام.
أهمية الفحوصات المبكرة لصحة العظام
إجراء الفحوصات المناسبة بعد انقطاع الطمث هو خطوة ضرورية للكشف المبكر عن التغيرات في كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بالكسور. تشمل الفحوصات الأساسية:

فحص كثافة العظام (DXA):

يقيس هذا الفحص كثافة العظام في مناطق محددة مثل العمود الفقري والفخذ.
يُنصح بإجراء هذا الفحص بمجرد دخول المرأة في مرحلة انقطاع الطمث، خاصة إذا كانت لديها عوامل خطر إضافية.
تحليل الدم لمستويات الكالسيوم وفيتامين D:

يساعد في تقييم صحة العظام والاحتياجات الغذائية.
اختبارات علامات العظام:

تقيس نشاط الخلايا المسؤولة عن بناء أو تكسير العظام.
كيف يمكن الوقاية من فقدان كثافة العظام بعد انقطاع الطمث؟
على الرغم من أن فقدان كثافة العظام هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، إلا أن هناك استراتيجيات فعالة يمكن اتباعها لتقليل التأثير:

اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين D:

الكالسيوم: تناولي منتجات الألبان، السبانخ، والأسماك مثل السلمون والسردين.
فيتامين D: احرصي على التعرض للشمس يوميًا لمدة 10-15 دقيقة وتناولي مكملات إذا لزم الأمر.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

تمارين تحمل الوزن (مثل المشي والجري) وتمارين المقاومة (مثل رفع الأثقال) تعزز قوة العظام.
الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول:

تحسين نمط الحياة يساعد في تقليل فقدان العظام.
استخدام المكملات الغذائية:

قد تحتاج النساء إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين D لتعويض النقص الناتج عن الغذاء.
العلاج بالهرمونات البديلة (HRT):

يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات في تقليل فقدان العظام في السنوات الأولى من انقطاع الطمث، ولكن يجب استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.
تناول أدوية لتقوية العظام:

مثل البيسفوسفونات أو الأدوية التي تحفز تكوين العظام.
تقليل خطر السقوط:

تأكدي من أن المنزل خالٍ من العوائق وتجنبي الأحذية غير المريحة لتقليل احتمالية السقوط والكسور.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنتِ في مرحلة انقطاع الطمث وتعانين من الأعراض التالية، فمن المهم زيارة الطبيب لتقييم صحة العظام:

ألم مستمر في العظام أو المفاصل.
كسور متكررة أو كسر بعد إصابة طفيفة.
تقوس في العمود الفقري أو انخفاض في الطول.
التأثير النفسي لفقدان كثافة العظام
التغيرات في كثافة العظام بعد انقطاع الطمث لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل قد تؤثر أيضًا على الصحة النفسية. الشعور بالقلق بشأن الكسور أو التحديات التي يفرضها ضعف العظام قد يؤدي إلى الاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس. لذلك، من الضروري تبني أسلوب حياة إيجابي والحصول على الدعم النفسي عند الحاجة.

الخلاصة
فقدان كثافة العظام خلال أول سنتين من انقطاع الطمث هو جزء طبيعي من التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم. من خلال التوعية بأهمية الفحوصات المبكرة واتباع استراتيجيات وقائية فعالة، يمكن تقليل تأثير هذا التراجع على جودة الحياة. انطلاقًا من الاهتمام بالنظام الغذائي والنشاط البدني وصولًا إلى العلاج الطبي عند الحاجة، يمكن للنساء حماية عظامهن والتمتع بحياة صحية ومستقلة بعد انقطاع الطمث.



شريط الأخبار