أهمية حمض الفوليك للنساء في سن الإنجاب: دوره في حماية الجهاز العصبي، فوائده الصحية المتعددة، وأهم النصائح للحصول على الجرعة اليومية اللازمة

الامارات 7 - حمض الفوليك، المعروف أيضًا بفيتامين B9، هو عنصر غذائي أساسي يلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، خاصة لدى النساء في سن الإنجاب. تعتبر الجهات الصحية العالمية أن استهلاك حمض الفوليك يوميًا ضرورة لكل امرأة تخطط للحمل أو قد تكون معرضة للحمل غير المخطط له. نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة تتعلق بتطور الجهاز العصبي للجنين، بالإضافة إلى تأثيراته الصحية الأخرى على المرأة.

ما هو حمض الفوليك وكيف يعمل في الجسم؟
حمض الفوليك هو شكل اصطناعي من الفولات، وهو فيتامين طبيعي يذوب في الماء ويوجد في العديد من الأطعمة. يلعب دورًا حاسمًا في:

إنتاج الحمض النووي: الضروري لنمو الخلايا وتجددها.
تكوين خلايا الدم الحمراء: مما يساهم في الوقاية من فقر الدم.
تطوير الجهاز العصبي: خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحمل عندما يبدأ تكوين الأنبوب العصبي للجنين.
لماذا تحتاج النساء في سن الإنجاب إلى حمض الفوليك؟
الأسابيع الأولى من الحمل، قبل أن تعرف العديد من النساء أنهن حوامل، تكون حاسمة لتطوير الجهاز العصبي للجنين. نقص حمض الفوليك خلال هذه الفترة يمكن أن يؤدي إلى عيوب خلقية خطيرة في الأنبوب العصبي، مثل:

السنسنة المشقوقة (Spina Bifida): حيث لا ينغلق الحبل الشوكي للجنين بشكل صحيح.
انعدام الدماغ (Anencephaly): وهو اضطراب قاتل يتسبب في عدم اكتمال نمو الدماغ.
حتى بالنسبة للنساء اللواتي لا يخططن للحمل، فإن استهلاك حمض الفوليك يوميًا يحمي من هذه المخاطر في حالة حدوث حمل غير مخطط له.

الفوائد الصحية الأخرى لحمض الفوليك
إلى جانب دوره في الوقاية من العيوب الخلقية، فإن حمض الفوليك يقدم مجموعة من الفوائد الصحية، منها:

تعزيز صحة القلب: حمض الفوليك يقلل مستويات الهوموسيستين في الدم، وهو حمض أميني يرتبط ارتفاعه بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

الوقاية من فقر الدم: حمض الفوليك ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء، مما يقلل من خطر الإصابة بفقر الدم الذي قد يسبب الإرهاق والضعف.

دعم صحة الدماغ: الفولات يلعب دورًا في تحسين الوظائف العقلية وقد يقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.

تعزيز صحة البشرة والشعر: يساعد حمض الفوليك في تجديد الخلايا، مما يساهم في تحسين صحة الجلد والشعر.

تقليل خطر بعض أنواع السرطان: تناول كميات كافية من حمض الفوليك قد يساعد في الوقاية من سرطان القولون وسرطان عنق الرحم.

الجرعة اليومية الموصى بها من حمض الفوليك
توصي الجهات الصحية النساء في سن الإنجاب باستهلاك ما لا يقل عن 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا. بالنسبة للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل، يمكن أن تزيد الجرعة إلى 600 ميكروغرام يوميًا. في بعض الحالات، مثل وجود تاريخ عائلي من العيوب الخلقية أو إصابة سابقة بعيوب الأنبوب العصبي، قد يوصي الأطباء بجرعات أعلى.

مصادر حمض الفوليك الغذائية
يمكن الحصول على حمض الفوليك من مجموعة متنوعة من المصادر الغذائية، منها:

الخضروات الورقية الخضراء:

السبانخ.
البروكلي.
الكرنب.
الفواكه:

البرتقال.
الأفوكادو.
الموز.
البقوليات:

العدس.
الفاصوليا.
الحمص.
الحبوب المدعمة: العديد من حبوب الإفطار يتم تعزيزها بحمض الفوليك لتلبية الاحتياجات اليومية.

المكسرات والبذور:

بذور عباد الشمس.
اللوز.
المكملات الغذائية لحمض الفوليك
رغم توفر حمض الفوليك في الأطعمة الطبيعية، فإن العديد من النساء لا يحصلن على الكمية اليومية الموصى بها من خلال الغذاء وحده. لذلك، تُوصى النساء في سن الإنجاب بتناول مكملات حمض الفوليك لضمان تلبية احتياجاتهن.

أهمية التخطيط المسبق
نظرًا لأن تكوين الأنبوب العصبي يحدث خلال أول 28 يومًا من الحمل، وهو وقت قد لا تعرف فيه المرأة أنها حامل، يُشدد الأطباء على أهمية البدء في تناول حمض الفوليك قبل الحمل. هذا التخطيط المسبق يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الجنين.

نصائح لتعزيز امتصاص حمض الفوليك
للحصول على أقصى استفادة من حمض الفوليك:

تجنبي طهي الخضروات لفترات طويلة، حيث يمكن أن يفقد حمض الفوليك بفعل الحرارة.
تناولي مصادر فيتامين C (مثل البرتقال) مع مصادر حمض الفوليك لتحسين امتصاصه.
تجنبي تناول الكحول، حيث يمكن أن يقلل من امتصاص حمض الفوليك.
الحالات التي تحتاج إلى اهتمام خاص
بعض النساء قد يكن أكثر عرضة لنقص حمض الفوليك، مثل:

النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل داء كرون.
اللواتي يتناولن أدوية معينة مثل مضادات الصرع.
النساء المدخنات.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنتِ في سن الإنجاب أو تخططين للحمل، فمن الضروري استشارة الطبيب حول احتياجاتك من حمض الفوليك. إذا كنتِ تعانين من نقص فيتامين B12، يجب استشارة الطبيب لتجنب حدوث اختلالات في الدم.

الخلاصة
حمض الفوليك هو فيتامين ضروري لصحة المرأة، خاصة في سن الإنجاب. دوره في الوقاية من العيوب الخلقية وتطوير الجهاز العصبي للجنين يجعل منه عنصرًا أساسيًا يجب تضمينه في النظام الغذائي اليومي أو من خلال المكملات الغذائية. التوعية بأهميته والتخطيط المسبق لتلبية احتياجات الجسم يضمن صحة أفضل للمرأة وللأجيال القادمة.



شريط الأخبار