الامارات 7 - التمارين الرياضية المنتظمة تُعتبر جزءًا أساسيًا من الحفاظ على الصحة العامة واللياقة البدنية، ولكن التمارين المجهدة والمكثفة قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدورة الشهرية، خاصة لدى النساء اللواتي يمارسن الرياضات التنافسية. يمكن أن تؤدي هذه الأنشطة المكثفة إلى تغييرات هرمونية تؤثر على توازن الجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات في الحيض أو حتى انقطاعه. فهم العلاقة بين النشاط البدني المكثف والصحة الإنجابية يمكن أن يساعد النساء على تحقيق التوازن بين ممارسة الرياضة والحفاظ على صحة الدورة الشهرية.

كيف تؤثر التمارين الرياضية المجهدة على الدورة الشهرية؟
تؤدي التمارين الرياضية المجهدة إلى تغييرات في التوازن الهرموني داخل الجسم، مما يؤثر على المحور الهرموني بين الغدة النخامية، تحت المهاد، والمبيضين (Hypothalamic-Pituitary-Ovarian Axis). هذا المحور يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الدورة الشهرية.

العوامل التي تؤثر على الدورة الشهرية بسبب التمارين المجهدة:
انخفاض الدهون في الجسم:

الدهون جزء أساسي لإنتاج الإستروجين، وهو الهرمون الرئيسي الذي ينظم الدورة الشهرية. عند فقدان الدهون بشكل مفرط بسبب التمارين المكثفة، تنخفض مستويات الإستروجين.
زيادة إفراز الكورتيزول:

التمارين الرياضية المجهدة تزيد من هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، والذي يؤثر سلبًا على إنتاج الهرمونات الجنسية.
انخفاض استهلاك السعرات الحرارية:

النساء اللواتي يمارسن الرياضة المكثفة غالبًا ما يعانين من عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي يستهلكنها وتلك التي يحرقنها، مما يؤدي إلى استجابة جسمية تعيق الإباضة.
الإجهاد البدني والنفسي:

التدريب المكثف يؤثر على وظيفة تحت المهاد، مما يؤدي إلى تثبيط إنتاج هرمونات الإباضة مثل LH وFSH.
التأثيرات الصحية لانقطاع الدورة الشهرية بسبب الرياضة
تعرف الحالة التي يحدث فيها انقطاع الدورة الشهرية نتيجة ممارسة الرياضة المكثفة بـ"انقطاع الطمث الرياضي" (Athletic Amenorrhea). هذه الحالة لا تؤثر فقط على انتظام الدورة الشهرية، بل تمتد لتشمل تأثيرات أوسع على الصحة العامة:

فقدان كثافة العظام:

انخفاض مستويات الإستروجين يؤدي إلى ضعف في العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور.
انخفاض الخصوبة:

غياب الإباضة بسبب التمارين المجهدة يؤثر على قدرة المرأة على الحمل.
ضعف المناعة:

الإجهاد البدني الشديد قد يقلل من قدرة الجسم على مكافحة الأمراض.
مشكلات القلب والأوعية الدموية:

انخفاض مستويات الإستروجين قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الفئات الأكثر عرضة لانقطاع الدورة الشهرية بسبب التمارين
النساء اللواتي يمارسن رياضات التحمل:

مثل الجري لمسافات طويلة، السباحة، وركوب الدراجات.
الرياضات التنافسية:

مثل الجمباز، الباليه، والتزلج الفني، حيث يتم التركيز على الحفاظ على وزن منخفض.
النساء اللواتي يتبعن حميات غذائية صارمة:

مع ممارسة التمارين المكثفة دون تناول كميات كافية من السعرات الحرارية.
كيفية الحفاظ على توازن صحي بين التمارين الرياضية وانتظام الدورة الشهرية
التغذية السليمة:

تناول نظام غذائي متوازن غني بالبروتين، الدهون الصحية، والكربوهيدرات لدعم احتياجات الجسم.
تناول كمية كافية من السعرات الحرارية لتعويض الطاقة المفقودة.
تقليل التمارين المجهدة:

الحفاظ على جدول تدريبي متوازن يتضمن أيام راحة.
تقليل شدة التمارين إذا ظهرت أعراض اضطراب الدورة الشهرية.
مراقبة وزن الجسم:

الحفاظ على مستوى صحي من الدهون في الجسم لدعم إنتاج الإستروجين.
إدارة الإجهاد:

تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو التدليك يمكن أن تساعد في تقليل مستويات الكورتيزول.
تناول المكملات الغذائية:

الكالسيوم، فيتامين D، وفيتامين B6 يمكن أن يدعم الصحة الهرمونية.
متابعة طبية دورية:

استشارة طبيب متخصص عند ظهور أعراض انقطاع الدورة الشهرية لضمان التشخيص والعلاج المناسبين.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا توقفت الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية.
إذا كنتِ تعانين من آلام في العظام أو ضعف غير مبرر.
إذا شعرتِ بالتعب المستمر أو لاحظتِ انخفاضًا كبيرًا في الوزن.
الخلاصة
التمارين الرياضية المجهدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على انتظام الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الإجهاد البدني وانخفاض الدهون في الجسم. لتحقيق توازن صحي بين النشاط البدني والحفاظ على صحة الدورة الشهرية، يجب الانتباه إلى التغذية، تجنب التمارين الزائدة، واستشارة طبيب مختص عند الحاجة. التوازن بين الرياضة والصحة هو المفتاح لتحقيق أهداف اللياقة مع الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي.