الامارات 7 - تتم عملية صهر الحديد الخام باستخدام الأفران الحديثة التي تم تطويرها لتحسين الكفاءة والنقاء. تتميز هذه الأفران بالتشغيل الآلي أو الأتمتة، حيث يتم قياس مكونات خام الحديد، والحجر الجيري، وفحم الكوك بدقة. يتم تحميل هذه المواد إلى الفرن عبر صمامات خاصة من الأعلى، بينما يُنفخ الهواء الساخن عبر أنابيب في الجزء السفلي من الفرن. يمكن أن تصل درجة حرارة الغاز في هذه العملية إلى أكثر من 1000 درجة مئوية، ويستخدم فحم الكوك كوقود لزيادة درجات الحرارة اللازمة لصهر الحديد، كما ينتج ثاني أكسيد الكربون الذي يسهم في توفير الحرارة ويقلل من نسبة الأكسجين في الخام. بعد الصهر، يتم توجيه الحديد المصهور إلى قوالب الصب حيث يتصلب، ثم يُنقل إلى مرحلة المعالجة التالية.

أما خامات الحديد فتوجد بشكل أساسي في الصخور النارية أو المتحولة أو الرسوبية، حيث تحتوي المعادن الحاملة للحديد على أكاسيد. أهم خامات الحديد تشمل الهيماتيت (Fe2O3) الذي يحتوي على 69.9% من الحديد، والمغنتيت (Fe3O4) الذي يحتوي على 72.4%، والليمونيت (2Fe2O3 · 3H2O) الذي يحتوي على 59.8%، والسيدريت (FeCO3) الذي يحتوي على 48.2%.

تاريخ الحديد يعود إلى فترة ما قبل الميلاد، حيث وُجدت قطع حديدية في مصر تعود إلى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد وكانت تحتوي على 7.5% من النيكل، ما يدل على أنها من أصل نيزكي. تم لأول مرة صهر الحديد وفصله عن خاماته في تركيا عام 1500 قبل الميلاد، مما منحها قوة اقتصادية وسياسية. بعد ذلك، بدأ العصر الحديدي، وفي عام 1722 ميلادي، شرح رينيه أنطوان أنواع الحديد المختلفة.