أين يصب نهر الفرات

الامارات 7 - نهر الفرات هو أحد الأنهار الكبرى في جنوب آسيا، وهو نهر عابر للحدود يمر عبر عدة دول. ينطلق من جبال طوروس في تركيا، حيث يتكون من التقاء نهرين: نهر مراد صو الذي ينبع من جبال أرمينيا، ونهر قرة صو الذي ينبع من هضبة الأناضول. يجتمع النهران في مجرى واحد ويتجهان غربًا، مخترقين سلسلة جبال طوروس وداخلين الأراضي السورية ليشكلوا نهر الفرات. عند دخول النهر إلى سوريا، يتغذى من عدة روافد، مثل نهر الخابور ونهر مليخ، ليصل إلى منطقة الرقة، ثم إلى دير الزور، وأخيرًا يخرج من مدينة البوكمال على الحدود العراقية.

عند وصوله إلى العراق، يمر النهر عبر مناطق الأنبار، بابل، كربلاء، النجف، والديوانية. في هذه السهول، يتباطأ جريان النهر، ما يسبب توسيع مجراه وتشكيل الأهوار، وهي مناطق مستنقعية. يتحد نهر الفرات مع نهر دجلة لتشكيل مسطح مائي يسمى شط العرب، حيث يجري النهران معًا لمسافة 120 كم حتى يصبا في الخليج العربي.

يمتد نهر الفرات من منبعه إلى مصبه على مسافة 2940 كم، منها 1176 كم في تركيا، 610 كم في سوريا، و1160 كم في العراق. يعتبر النهر مصدرًا هامًا للزراعة بسبب تربة ضفافه الخصبة، وهو أيضًا مصدر رئيسي لصيد الأسماك. لعب نهر الفرات دورًا كبيرًا في تقدم البشرية، حيث كانت الزراعة على ضفافه أولى الأنشطة الزراعية التي مارسها الإنسان بفضل التربة الخصبة والمناخ المعتدل.

تم بناء العديد من السدود على نهر الفرات لزيادة الأراضي الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية. في تركيا، تم إنشاء 22 سدًا و19 محطة كهربائية، وأكبر هذه السدود هو سد أتاتورك. في سوريا، تم بناء خمسة سدود على مجرى النهر للأغراض ذاتها.

يتقاسم ثلاث دول مياه نهر الفرات، لكن لا توجد اتفاقيات جماعية لتوزيع الحصص بينها، مما يتسبب في خلافات بينها، حيث تتسابق الدول على بناء السدود وتحويل جزء من مياه النهر إلى أراضيها.

النهر أيضًا يحتوي على العديد من الجزر النهرية، أو الحوائج، وهي جزر صغيرة مليئة بالمياه. هذه الجزر توفر بيئة مناسبة للحياة البرية، حيث تحوي غطاءً نباتيًا كثيفًا يُعد محمية طبيعية للحيوانات والطيور، مما يعزز التنوع الحيوي في المنطقة.



شريط الأخبار