الامارات 7 - تُعرف مدينة جدة بلقب "عروس البحر الأحمر" نظرًا لموقعها على الساحل الغربي للبحر الأحمر. تُعد جدة ميناءً رئيسيًا ومركزًا حضريًا مهمًا في شبه الجزيرة العربية، وهي ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية بعد الرياض. كانت جدة تاريخيًا مركزًا تجاريًا هامًا، حيث كانت تقع على طريق التجارة البحرية الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالهند، وشبه الجزيرة العربية، وجنوب شرق آسيا، كما كانت تمثل المدخل الحيوي لمكة المكرمة.

تعود أهمية جدة التجارية إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان الذي جعل منها ميناءً للحجاج المسلمين عام 646 ميلاديًا. في عام 1916م، استسلمت جدة والقوات التركية للبريطانيين، لتصبح جزءًا من مملكة الحجاز حتى عام 1925م، عندما استولى عليها الملك عبد العزيز آل سعود. في عام 1927م، تم الاعتراف بسيادة المملكة العربية السعودية على منطقتي الحجاز ونجد في معاهدة جدة. تم هدم أسوار المدينة في عام 1947م، مما أدى إلى توسع سريع في المدينة.

خضعت جدة لتحديث وتوسيع كبيرين بعد الحرب العالمية الثانية بفضل الثروة النفطية التي حصلت عليها المملكة. تم توسيع مينائها لاستيعاب السفن الكبيرة، كما بُنيت محطة لتحلية المياه في السبعينات، التي كانت من الأكبر في العالم عند اكتمالها. تطور اقتصاد جدة بشكل كبير ليشمل العديد من الصناعات مثل الحديد الصلب، مصافي النفط، الأسمنت، الفخار، والملابس، بالإضافة إلى الصناعات الصغيرة الأخرى مثل تربية الماشية وإنتاج الألبان. كانت جدة أيضًا العاصمة الدبلوماسية للمملكة وأحد أكبر الموانئ ازدحامًا.

تقع جدة على خط عرض 21.54 وخط طول 39.20، وترتفع حوالي 21 مترًا عن مستوى سطح البحر. يصل عدد سكانها حاليًا إلى نحو 2.87 مليون نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في منطقة مكة المكرمة.