من أول من ركب بحر الروم

الامارات 7 - بحر الروم

بحر الروم هو البحر الأبيض المتوسط، وهو خليج من البحر المحيط يمتد بين الأندلس والبصرة، مروراً بطنجة وجزيرة جبل طارق. يتراوح عرضه في البداية بين 12 ميلاً ثم يبدأ في الاتساع ليشمل سواحل المغرب ومصر، ويصل إلى بلاد الشام ثم إلى تركيا، حيث يمر عبر أثينا وسواحل رومانية وصقلية، ويحيط بطرطوشة في الأندلس قبل أن يمتد إلى البصرة وصولاً إلى شنترين.

لطالما عُرف البحر بعدة أسماء عبر التاريخ. فقد أطلق عليه الرومان "ماره نوسترم" بمعنى "بحرنا" بعد تأسيس الإمبراطورية الرومانية، وسماه الأوروبيون "البحر المتوسط" لأنه يقع بين ثلاث قارات. أما في اللغة العربية، فقد كان يُسمى "البحر الشامي" أو "البحر الرومي"، كما يطلق عليه الأتراك "أكّدينز" بسبب كثرة زبده.

كان لهذا البحر تأثير تاريخي كبير على الشعوب المحيطة به، فقد لعب دوراً مهماً في إنشاء المستعمرات، وشهد العديد من الحروب والمعارك. كما كان مهماً في حركة التجارة وصيد الأسماك. أبرز الحضارات التي نشأت على سواحله كانت الحضارة الإغريقية والحضارة الفينيقية، وقد سيطرت الخلافة الإسلامية على معظم سواحله.

معاوية بن أبي سفيان وركوب بحر الروم

كان معاوية بن أبي سفيان أول من ركب بحر الروم بهدف الغزو. فقد لاحظ عند توليه إمارة الشام أن القوة البحرية للروم هي السبب وراء قوتهم، فطلب من الخليفة عثمان بن عفان إذناً لإنشاء قوة بحرية إسلامية لحماية السواحل من هجمات الروم، وقد أذن له بذلك. قام ببناء السفن على سواحل بلاد الشام وأرسل الحملات التي شملت فتح قبرص ومعركة ذات الصواري، وفتح صقلية في عام 48 هـ. كما شجع على نشر الإسلام في جزر البحر.

حياة معاوية بن أبي سفيان

وُلد معاوية بن أبي سفيان في مكة وكان من أسرة قريشية نبيلة. أسلم في السنة 8 هـ، وكان من كتاب الوحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. شهد مع النبي غزوة حنين والطائف، وكان في المرتبة الثانية بعد زيد بن ثابت في كتابة الوحي. أصبح معاوية والياً على دمشق والأردن في خلافة عمر بن الخطاب، وفي عهد عثمان بن عفان تولى العديد من المناصب الهامة. عندما اندلعت الفتنة بعد مقتل عثمان، تمسك معاوية بالثأر ورفض بيعة علي بن أبي طالب حتى سيطر على الشام.

عُرف بحكمته وفصاحته، وكان له دور كبير في تأسيس الدولة الأموية. عقب مقتل علي بن أبي طالب، أصبح معاوية خليفة للمسلمين، وبدأ فترة حكمه التي استمرت لأكثر من عشرين عاماً، حيث كان يولي اهتماماً خاصاً بالروم الذين كان يعتبرهم تهديداً رئيسياً للدولة الإسلامية. توفي في عام 60 هـ في دمشق.










شريط الأخبار