الامارات 7 - تُعد قناة السويس من أقدم القنوات التي تم حفرها بين دلتا نهر النيل والبحر الأحمر، حيث يُعتقد أنها أُنشئت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لكنها توقفت عن الاستخدام لفترة طويلة بعد مرور عدة قرون. أولى المحاولات الحديثة لبناء قناة في المنطقة كانت في نهاية القرن الثامن عشر، عندما أرسل نابليون بونابرت بعثة استكشافية إلى مصر في عام 1799، حيث كان يهدف إلى بناء قناة تحت سيطرة فرنسا لتقويض التجارة البريطانية. إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب التقديرات غير الدقيقة لمستويات البحر بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

ثم جاء المهندس الفرنسي فرديناند دي ليسبس في منتصف القرن التاسع عشر ليبدأ محاولاته لبناء القناة. وفي عام 1858، تم تأسيس شركة قناة السويس العالمية للسفن، التي مُنحت حق بناء القناة وتشغيلها لمدة 99 عامًا. وتم البدء في حفر القناة في 25 أبريل 1859، وافتتحت رسمياً في عام 1869 بتكلفة قدرها 100 مليون دولار.

تغيرت السيطرة على قناة السويس بشكل كبير بعد تأميمها من قبل الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1956، حيث تم تشغيلها تحت إدارة هيئة قناة السويس. شهدت القناة أيضًا إغلاقين في العصور الحديثة، الأول في عام 1956 خلال العدوان الثلاثي (الغزو الفرنسي البريطاني الإسرائيلي) على مصر، ثم أُعيد فتحها في عام 1957. أما الإغلاق الثاني فكان بعد حرب يونيو 1967 مع إسرائيل، واستمر حتى عام 1975 بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل.

من الناحية الجغرافية، تُعد قناة السويس هي المعبر الوحيد الذي يربط بين قارة أفريقيا وآسيا عبر برزخ السويس، الذي يُعتبر من المناطق الجيولوجية الحديثة نسبياً. ومنذ افتتاح القناة، تأثرت المنطقة بتطورات بيئية وارتفاعات في مستوى البحر، مما أدى إلى تغيرات في شكل البرزخ وتكوّن سهول ساحلية منخفضة، إلى جانب تشكل فرعين للقناة: أحدهما يصل إلى البحر الأبيض المتوسط في أضيق نقطة من البرزخ، والآخر يدخل البحر الأحمر بالقرب من بورسعيد.