من أين ينبع نهر الفرات

الامارات 7 - يعد نهر الفرات من أبرز الأنهار في منطقة الشرق الأوسط وأطولها في جنوب غرب آسيا، حيث يمتد لمسافة 2800 كم. يشكل جزءاً مهماً من نظام نهري دجلة والفرات، وينبع من تركيا، ليمر عبر سوريا والعراق، متتبعاً مساراً يلتقي فيه نهران ويتجهان جنوباً مخترقين سلسلة جبال طوروس الجنوبية. ومن ثم يتابع سيره نحو الجنوب الشرقي، حيث تنضم إليه العديد من الفروع قبل أن يعبر الأراضي السورية.

توجد العديد من المدن الكبرى على ضفاف نهر الفرات، منها في تركيا: سامسات، البيرة، إرزينجان، وكيبان. وفي سوريا: جرابلس، الثورة، دير الزور، الرقة، الميادين، والبوكمال. أما في العراق: الهندية، كربلاء، الديوانية، الشامية، الكوفة، السماوة، الرمادي، والفلوجة.

يستمد نهر الفرات معظمه من مياه الأمطار وذوبان الثلوج، حيث يرتفع تدفق المياه بشكل ملحوظ خلال شهري أبريل ومايو، بينما يتناقص في فصلي الصيف والخريف. وينبع النهر من تركيا الشرقية، ليمر عبر سوريا والعراق قبل أن يصل إلى الخليج العربي. شهدت ضفاف نهر الفرات ازدهار العديد من الحضارات القديمة، أبرزها إمبراطورية بلاد ما بين النهرين، التي كانت جزءاً من الهلال الخصيب. كما كان النهر يفصل بين الممالك ويشهد معارك تاريخية، بالإضافة إلى كونه جزءاً من "طريق الحرير" التجاري الذي مر عبر آسيا الوسطى وبلاد الرافدين، مع كون مدينة حلب السورية نقطة توقف رئيسية.

تم بناء العديد من السدود على ضفاف النهر، ومن أبرزها سد الفرات الذي يبلغ ارتفاعه 200 قدم. على الرغم من استمرار أهميته، يواجه النهر تحديات بيئية جمة، مثل تدهور الأراضي بسبب الري الزائد والتلوث الناتج عن صرف مياه الصرف الصحي.

وقد ورد ذكر نهر الفرات في الديانات السماوية، حيث ذكر في الكتاب المقدس المسيحي كأحد أنهار الجنة، وفي الحديث النبوي في الإسلام حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" (صحيح مسلم).

وفي النهاية، رغم الأهمية الكبيرة التي يظل يحتفظ بها نهر الفرات في المنطقة، إلا أنه يواجه العديد من المشكلات التي تؤثر سلباً على بيئته وجودته.










شريط الأخبار