تضخم حوض الكلية الخلقي: الأسباب، الأعراض، والتدخلات العلاجية الفعالة

الامارات 7 - تضخم حوض الكلية الخلقي: الأسباب، الأعراض، والتدخلات العلاجية الفعالة

يُعد تضخم حوض الكلية الخلقي أحد الاضطرابات الشائعة التي تصيب الجهاز البولي لدى الأجنة والرضع، ويتميز بتوسع غير طبيعي في حُويضة الكلية وأحيانًا في الكؤوس الكلوية، مما قد يؤثر على قدرة الكلية على تصريف البول بكفاءة. يمكن أن يكون هذا التضخم خفيفًا لا يسبب مشكلات صحية تذكر، أو شديدًا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ضعف وظائف الكلى والتهابات المسالك البولية المتكررة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على العوامل المسببة لهذا الاضطراب، الأعراض المصاحبة له، وطرق التشخيص والعلاج الحديثة لضمان الحفاظ على صحة الكلى عند الأطفال.

ما هو تضخم حوض الكلية الخلقي؟
يحدث تضخم حوض الكلية الخلقي عندما يتجمع البول داخل الكلية بسبب صعوبة في تدفقه نحو الحالب، مما يؤدي إلى توسع في حُويضة الكلية وأحيانًا في الكؤوس الكلوية. قد يُصيب هذا الاضطراب كلية واحدة (أحادي الجانب) أو كلتا الكليتين (ثنائي الجانب). يتم اكتشافه غالبًا أثناء فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني أثناء الحمل، وقد يستمر بعد الولادة لفترة معينة أو يتطلب تدخلًا طبيًا إذا كان شديدًا.

أسباب تضخم حوض الكلية الخلقي
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، ومنها:

انسداد خلقي في نقطة اتصال الحالب بحوض الكلية (UPJ obstruction)

يحدث نتيجة ضيق في الوصل الحالبي الحوضي، مما يمنع تصريف البول بسهولة.
ارتجاع البول من المثانة إلى الحالب (الجزر المثاني الحالبي - VUR)

يحدث عندما يعود البول إلى الكلية بدلاً من التدفق إلى الخارج، مما يؤدي إلى توسعها.
تضيق أو التواء الحالب

قد يكون الحالب ضيقًا جدًا أو ملتويًا بسبب خلل في التطور الجنيني، مما يؤدي إلى عرقلة تدفق البول.
وجود صمام خلفي في الإحليل الخلفي (Posterior Urethral Valves - PUV)

حالة نادرة تصيب الذكور وتسبب انسدادًا يمنع تدفق البول بشكل طبيعي.
اضطرابات جينية وتشوهات خلقية أخرى

قد يكون تضخم حوض الكلية جزءًا من متلازمات وراثية تؤثر على الجهاز البولي.
أعراض تضخم حوض الكلية الخلقي
تختلف الأعراض حسب درجة التضخم وشدته، ولكن في معظم الحالات لا تظهر أعراض واضحة عند الولادة. ومع ذلك، عند استمرار التضخم أو تفاقمه، قد تظهر بعض الأعراض مثل:

التهابات المسالك البولية المتكررة والتي قد تكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وألم أثناء التبول.
انتفاخ في البطن ناتج عن تضخم الكلية بشكل غير طبيعي.
ألم في الخاصرة أو أسفل الظهر خاصة عند الأطفال الأكبر سنًا.
تغيرات في كمية البول أو لونه مثل قلة التبول أو ظهور دم في البول.
ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات الشديدة نتيجة تأثر وظائف الكلى.
طرق التشخيص
يمكن تشخيص تضخم حوض الكلية الخلقي من خلال عدة فحوصات طبية، أبرزها:

الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

يتم إجراؤه أثناء الحمل للكشف عن أي تغيرات في حجم الكلى عند الجنين، ثم يتكرر بعد الولادة لمراقبة الحالة.
تصوير المثانة والإحليل التبوُّلي (VCUG - Voiding Cystourethrogram)

يساعد في تحديد ما إذا كان هناك ارتجاع بولي من المثانة إلى الكلية.
المسح النووي للكلى (Renal Scintigraphy - MAG3 أو DMSA)

يستخدم لتقييم وظائف الكلى وقياس تدفق البول عبر الحالبين.
اختبار تحليل البول وزراعة البكتيريا

للكشف عن وجود التهابات في المسالك البولية.
طرق العلاج والتدخلات الطبية
يعتمد العلاج على مدى شدة التضخم، ومدى تأثيره على وظائف الكلى، وما إذا كان يسبب مضاعفات مثل التهابات متكررة أو ضعف في التصريف البولي.

1. المراقبة الدورية للحالات الخفيفة
في كثير من الحالات، يتحسن تضخم حوض الكلية الخلقي تلقائيًا مع نمو الطفل دون الحاجة إلى تدخل طبي.
يتم مراقبة الحالة من خلال الفحوصات المنتظمة بالموجات فوق الصوتية كل عدة أشهر.
2. العلاج الدوائي
المضادات الحيوية الوقائية: توصف في بعض الحالات لمنع التهابات المسالك البولية.
مدرات البول: تُستخدم أحيانًا لتحفيز تصريف البول وتقليل الضغط على الكلية.
3. الجراحة في الحالات المتقدمة
في الحالات الشديدة التي تؤثر على وظائف الكلى، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، وتشمل الخيارات:

استئصال الانسداد الحالبي الحوضي (Pyeloplasty)

عملية جراحية يتم فيها إزالة الجزء الضيق من الحالب وإعادة توصيله بحوض الكلية بشكل أوسع لتحسين تدفق البول.
إصلاح الجزر المثاني الحالبي جراحيًا

يتم إجراؤه لتصحيح مشكلة ارتجاع البول من المثانة إلى الكلى.
تركيب قسطرة بولية مؤقتة أو دعامة حالبية

تُستخدم في بعض الحالات لتحسين تدفق البول ومنع تفاقم التضخم.
المضاعفات المحتملة في حال عدم العلاج
إذا لم يتم التعامل مع تضخم حوض الكلية بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:

التهابات مزمنة في الجهاز البولي
تدهور وظائف الكلى وزيادة خطر الفشل الكلوي
ارتفاع ضغط الدم نتيجة زيادة الضغط داخل الكلية
تكوين حصى الكلى بسبب تراكم الأملاح والمعادن
نصائح للحفاظ على صحة الكلى عند الأطفال
لحماية صحة الجهاز البولي وتقليل خطر حدوث مضاعفات، ينصح بما يلي:

زيادة تناول السوائل للحفاظ على ترطيب جيد وتجنب ركود البول.
الحرص على نظافة الجهاز البولي لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة أي تغيرات في حجم الكلى ووظائفها.
اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية معتدلة من الأملاح والبروتينات.
الخاتمة
يعد تضخم حوض الكلية الخلقي من الحالات الشائعة التي قد يتم اكتشافها خلال فترة الحمل أو بعد الولادة، وهو اضطراب يتراوح بين كونه حالة حميدة تتحسن تلقائيًا، أو حالة خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا أو جراحيًا. من خلال التشخيص المبكر والمتابعة الدورية، يمكن تجنب المضاعفات وضمان نمو صحي وسليم للكلى، مما يحسن جودة حياة الطفل على المدى الطويل.



شريط الأخبار