درجات تضخم الكلية الخلقي: التصنيف، الأعراض، وخيارات العلاج

الامارات 7 - درجات تضخم الكلية الخلقي: التصنيف، الأعراض، وخيارات العلاج

يعد تضخم الكلية الخلقي أحد أكثر التشوهات شيوعًا في الجهاز البولي عند الأجنة والرضع، وهو اضطراب يؤدي إلى تجمع البول داخل الكلية نتيجة انسداد جزئي أو كامل في المسالك البولية. تختلف شدة هذه الحالة من خفيفة لا تتطلب تدخلًا طبيًا، إلى حالات شديدة تستدعي جراحة فورية للحفاظ على وظائف الكلى. لتقييم مدى خطورة تضخم الكلية الخلقي، يستخدم الأطباء نظام تصنيف يعتمد على خمس درجات، يساعد في تحديد استراتيجية العلاج المناسبة لكل حالة. في هذا المقال، سنستعرض تصنيف درجات تضخم الكلية، الأعراض المصاحبة لكل درجة، وطرق العلاج الأكثر فاعلية لكل حالة.

تصنيف درجات تضخم الكلية الخلقي
يتم تصنيف تضخم الكلية الخلقي إلى خمس درجات بناءً على مدى التوسع في حوض الكلية والكؤوس الكلوية، وتأثيره على وظائف الكلى:

الدرجة الأولى (Mild - بسيطة)
الوصف: توسع طفيف في حوض الكلية دون تأثير على الكؤوس الكلوية.
الأعراض: عادة لا توجد أعراض واضحة، ويتم اكتشافها خلال فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني أثناء الحمل أو بعد الولادة.
التأثير على وظائف الكلى: لا يوجد تأثير ملحوظ، وتعمل الكلى بشكل طبيعي.
العلاج: لا تحتاج إلى علاج، ويتم متابعتها بالفحوصات الدورية للتأكد من عدم تطور الحالة.
الدرجة الثانية (Mild to Moderate - خفيفة إلى متوسطة)
الوصف: توسع حوض الكلية مع تمدد طفيف في الكؤوس الكلوية، لكن بدون أي أضرار على نسيج الكلية.
الأعراض: في الغالب لا تظهر أعراض، ولكن قد تحدث التهابات بولية خفيفة لدى بعض الأطفال.
التأثير على وظائف الكلى: الكلية لا تزال تعمل بشكل طبيعي دون تأثر ملحوظ.
العلاج: تحتاج فقط إلى متابعة دورية بالموجات فوق الصوتية، وقد يوصى بإعطاء المضادات الحيوية الوقائية لمنع التهابات المسالك البولية.
الدرجة الثالثة (Moderate - متوسطة)
الوصف: توسع أكثر وضوحًا في حوض الكلية والكؤوس الكلوية، مع بعض التأثير على نسيج الكلية.
الأعراض:
ارتفاع طفيف في احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
ألم في الخاصرة عند الأطفال الأكبر سنًا.
تغير في كمية البول أو صعوبة في التبول.
التأثير على وظائف الكلى: قد يبدأ تأثير طفيف على وظائف الكلى، لكنه لا يكون خطيرًا في هذه المرحلة.
العلاج:
المراقبة المستمرة من خلال فحوصات دورية بالموجات فوق الصوتية وتحليل وظائف الكلى.
في بعض الحالات، يتم استخدام المضادات الحيوية الوقائية.
إذا لم تتحسن الحالة، قد يُجرى تصوير المثانة والإحليل التبوُّلي (VCUG) لمعرفة ما إذا كان هناك ارتجاع بولي أو انسداد جزئي.
الدرجة الرابعة (Severe - شديدة)
الوصف: توسع واضح في حوض الكلية والكؤوس الكلوية مع تأثر ملحوظ في نسيج الكلية.
الأعراض:
التهابات بولية متكررة.
ألم في البطن أو الخاصرة.
قلة التبول أو صعوبة في إخراج البول.
ارتفاع ضغط الدم أحيانًا.
التأثير على وظائف الكلى:
تراجع تدريجي في وظائف الكلى إذا لم يتم العلاج.
العلاج:
في معظم الحالات، يتطلب الأمر تدخلاً طبيًا مثل وضع دعامة حالبية لتسهيل تصريف البول.
الجراحة قد تكون ضرورية في حال كان هناك انسداد واضح أو تراجع ملحوظ في وظائف الكلى.
الدرجة الخامسة (Very Severe - حرجة)
الوصف: توسع شديد جدًا في الكلية، مع ضمور في النسيج الكلوي وفقدان واضح للوظائف الطبيعية.
الأعراض:
أعراض مشابهة للدرجة الرابعة ولكن أكثر حدة.
احتمالية حدوث فشل كلوي في الحالات غير المعالجة.
التأثير على وظائف الكلى:
تأثر خطير في وظائف الكلى قد يؤدي إلى قصور كلوي تدريجي.
العلاج:
في الحالات الشديدة، يتم اللجوء إلى الجراحة لإزالة الانسداد أو إعادة بناء المسالك البولية.
في الحالات التي لا تستجيب للعلاج، قد يكون استئصال الكلية ضروريًا إذا كانت غير قادرة على أداء وظيفتها.
طرق التشخيص الحديثة
يتم تشخيص تضخم الكلية الخلقي باستخدام مجموعة من الفحوصات التصويرية والوظيفية، والتي تشمل:

الموجات فوق الصوتية قبل الولادة وبعدها

تساعد في تقييم درجة التوسع في حوض الكلية وتحديد الحاجة إلى المتابعة أو التدخل العلاجي.
تصوير المثانة والإحليل التبوُّلي (VCUG)

يُستخدم للكشف عن وجود ارتجاع بولي أو انسداد في المسالك البولية.
المسح النووي للكلى (MAG3 أو DMSA scan)

يقيم وظائف الكلى ومدى تأثير التضخم على تصريف البول.
تحليل البول وزراعة البكتيريا

للكشف عن أي التهابات بولية قد تكون مرتبطة بالحالة.
أحدث العلاجات الطبية والجراحية
تعتمد خطة العلاج على درجة تضخم الكلية، وتتنوع الخيارات بين العلاجات التحفظية والجراحية:

1. المراقبة الدورية
في الدرجات الخفيفة، يتم الاكتفاء بالمراقبة من خلال الفحوصات الدورية دون الحاجة إلى تدخل طبي.
2. العلاج الدوائي
تستخدم المضادات الحيوية الوقائية لمنع التهابات المسالك البولية لدى الأطفال الذين يعانون من ارتجاع بولي.
قد تستخدم مدرات البول في بعض الحالات لتحفيز تصريف البول.
3. التدخلات الجراحية
إجراء جراحة تصحيح الانسداد الحالبي الحوضي (Pyeloplasty) لإزالة الأنسجة الضيقة في الحالب وتحسين تدفق البول.
إصلاح الجزر المثاني الحالبي جراحيًا لمنع عودة البول إلى الكلى.
تركيب قسطرة بولية أو دعامة حالبية لتسهيل تصريف البول.
استئصال الكلية (نادرًا جدًا) في الحالات التي تكون فيها الكلية قد فقدت وظيفتها بالكامل.
المضاعفات المحتملة إذا لم يُعالج تضخم الكلية الخلقي
في حال عدم العلاج، قد يؤدي تضخم الكلية إلى مضاعفات مثل:

التهابات مزمنة في المسالك البولية.
ارتفاع ضغط الدم نتيجة زيادة الضغط داخل الكلية.
تكون حصى الكلى بسبب ركود البول.
تراجع وظائف الكلى وصولًا إلى الفشل الكلوي في الحالات الشديدة.
الخاتمة
يعد تضخم الكلية الخلقي من الحالات التي يمكن إدارتها بشكل فعال عند تشخيصها مبكرًا. بفضل التصنيف الدقيق لدرجات الحالة، يمكن للأطباء تحديد أفضل استراتيجية علاجية لكل طفل، مما يساعد على تجنب المضاعفات والحفاظ على وظائف الكلى. في معظم الحالات، يتحسن التضخم تلقائيًا مع نمو الطفل، ولكن في الحالات الشديدة، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لضمان حياة صحية خالية من المشكلات المرتبطة بالجهاز البولي.



شريط الأخبار