تصنيف توسع حويضة الكلية: الدرجات، الأعراض، والتدخلات العلاجية

الامارات 7 - تصنيف توسع حويضة الكلية: الدرجات، الأعراض، والتدخلات العلاجية

توسع حويضة الكلية هو حالة شائعة يمكن اكتشافها أثناء الفحوصات الطبية قبل الولادة أو بعدها، وهو يشير إلى زيادة غير طبيعية في حجم حويضة الكلية نتيجة احتباس البول بسبب انسداد جزئي أو كامل في المسالك البولية. تختلف شدة هذه الحالة وفقًا لمقدار التوسع وما إذا كان هناك تأثير على الكؤوس الكلوية أو قشرة الكلية. يعتمد الأطباء على قياسات محددة لتحديد درجة التوسع وتوجيه خطة العلاج المناسبة لكل حالة. في هذا المقال، سنناقش تصنيف توسع حويضة الكلية، الأعراض المحتملة لكل درجة، وطرق العلاج الحديثة المستخدمة للحفاظ على وظائف الكلى.

تصنيف توسع حويضة الكلية وفقًا لعرضها
يتم تصنيف الحالة بناءً على قياس عرض حويضة الكلية ومدى تأثير التوسع على الأنسجة المحيطة، وذلك على النحو التالي:

الدرجة الأولى: توسع طفيف (Mild Dilatation)
قياس عرض الحويضة: أقل من 1 سنتيمتر.
التأثير على الكلية: لا يوجد توسع في الكؤوس الكلوية، ولا تتأثر قشرة الكلية.
الأعراض: عادةً لا توجد أعراض واضحة، ويتم اكتشاف الحالة أثناء الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية.
العلاج:
لا يحتاج إلى تدخل طبي، حيث يختفي التوسع تلقائيًا في كثير من الحالات مع نمو الطفل.
يتم المتابعة الدورية بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم تطور الحالة.
الدرجة الثانية: توسع خفيف (Mild to Moderate Dilatation)
قياس عرض الحويضة: بين 1 - 1.5 سنتيمترًا.
التأثير على الكلية: لا يزال التوسع محدودًا داخل الحويضة، مع عدم وجود ضرر على الكؤوس الكلوية أو قشرة الكلية.
الأعراض:
معظم الحالات لا تعاني من أعراض واضحة.
قد يحدث ارتفاع طفيف في خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
العلاج:
المراقبة الدورية بالموجات فوق الصوتية.
قد يتم وصف مضادات حيوية وقائية في حال حدوث التهابات متكررة.
الدرجة الثالثة: توسع متوسط (Moderate Hydronephrosis)
قياس عرض الحويضة: أكثر من 1.5 سنتيمترًا مع توسع طفيف في الكؤوس الكلوية.
التأثير على الكلية: تبدأ الكؤوس الكلوية في التوسع، ولكن لا يوجد تأثير كبير على نسيج الكلية.
الأعراض:
التهابات بولية أكثر تكرارًا.
ألم خفيف في الخاصرة أو البطن.
بعض الحالات قد تعاني من مشاكل طفيفة في التبول.
العلاج:
المتابعة المستمرة لتقييم وظائف الكلى.
تصوير المثانة والإحليل التبوُّلي (VCUG) للكشف عن الارتجاع البولي.
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء قسطرة بولية مؤقتة لتخفيف الضغط على الكلية.
الدرجة الرابعة: توسع شديد (Severe Hydronephrosis)
قياس عرض الحويضة: أكثر من 1.5 سنتيمترًا مع توسع متوسط في الكؤوس الكلوية.
التأثير على الكلية: هناك تغيرات في شكل الكؤوس الكلوية مع بدء تأثير واضح على قشرة الكلية.
الأعراض:
التهابات بولية متكررة.
ألم واضح في البطن أو الخاصرة.
صعوبة أو تقطع في التبول.
ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات.
العلاج:
في هذه المرحلة، غالبًا ما يكون التدخل الجراحي مطلوبًا.
يتم إجراء عملية تصحيح الانسداد الحالبي الحوضي (Pyeloplasty) لتحسين تدفق البول.
في بعض الحالات، يتم وضع دعامة حالبية لمساعدة البول على التصريف بشكل أفضل.
الدرجة الخامسة: توسع شديد جدًا (Advanced Hydronephrosis)
قياس عرض الحويضة: أكثر من 1.5 سنتيمترًا مع توسع كبير في الكؤوس الكلوية وقشرة كلية رقيقة جدًا.
التأثير على الكلية: يحدث ضمور تدريجي في نسيج الكلية، مما قد يؤدي إلى انخفاض في وظائفها أو توقفها التام عن العمل.
الأعراض:
ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم.
آلام شديدة في الظهر أو البطن.
انخفاض إنتاج البول أو انعدامه في بعض الحالات.
ظهور دم في البول.
أعراض الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة.
العلاج:
غالبًا ما يكون العلاج الجراحي ضروريًا في هذه المرحلة.
في الحالات التي تفقد فيها الكلية وظيفتها بالكامل، قد يتم اللجوء إلى استئصال الكلية للحفاظ على صحة المريض.
في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى غسيل الكلى إذا تأثرت وظيفة الكليتين بشدة.
طرق التشخيص الحديثة
لتحديد درجة توسع الحويضة بدقة، يتم استخدام مجموعة من الفحوصات الطبية المتطورة، ومنها:

الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

تستخدم كخطوة أولية للكشف عن توسع حويضة الكلية وتحديد حجمه.
تصوير المثانة والإحليل التبوُّلي (VCUG)

يساعد في تحديد ما إذا كان هناك ارتجاع بولي من المثانة إلى الكلية.
المسح النووي للكلى (MAG3 أو DMSA scan)

يقيس تدفق البول من الكلية ويحدد مدى تأثير التوسع على وظائفها.
تحليل البول والفحوصات المخبرية

للكشف عن أي التهابات بولية أو اضطرابات في توازن المعادن بالجسم.
طرق الوقاية والعناية بصحة الكلى
حتى في الحالات التي لا تتطلب علاجًا جراحيًا، هناك خطوات يمكن اتباعها للحفاظ على صحة الكلى وتقليل خطر المضاعفات:

شرب كميات كافية من الماء لتحفيز تدفق البول ومنع تراكم الأملاح.
متابعة الفحوصات الطبية بانتظام لمراقبة أي تطورات في حالة الكلية.
الحفاظ على نظافة الجهاز البولي لتقليل خطر التهابات المسالك البولية.
اتباع نظام غذائي صحي منخفض الأملاح والسكريات للحفاظ على صحة الكلى.
مراقبة ضغط الدم خاصة عند الأطفال المصابين بتوسع شديد في الكلى.
الخاتمة
يعد توسع حويضة الكلية حالة شائعة قد تكون مؤقتة لا تستدعي القلق، أو قد تتطور إلى مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا. يعتمد نجاح العلاج على التشخيص المبكر والمتابعة الدورية لتحديد مدى تأثير التوسع على وظائف الكلى. من خلال التقييم الدقيق للحالة والالتزام بالإرشادات الطبية، يمكن تقليل خطر المضاعفات وضمان صحة الجهاز البولي على المدى الطويل.



شريط الأخبار