كيف يتم تشخيص التهاب الحوض؟ وهل يمكن اكتشافه بالسونار؟

الامارات 7 - كيف يتم تشخيص التهاب الحوض؟ وهل يمكن اكتشافه بالسونار؟

يُعد التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease - PID) من الحالات الطبية التي قد تؤثر بشكل كبير على صحة المرأة الإنجابية، وهو ناتج عن عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية العليا، مثل الرحم وقناتي فالوب والمبيضين. ولأن هذا المرض لا يمتلك اختبارًا واحدًا دقيقًا للكشف عنه، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات لتشخيصه، مما يثير تساؤلات حول دور السونار في تحديد هذه الحالة. فهل يمكن أن يُظهر التصوير بالموجات فوق الصوتية وجود التهاب الحوض؟ وما هي الطرق الأكثر دقة لتأكيد التشخيص؟

هل يظهر التهاب الحوض في السونار؟
يُعتبر السونار أداة تشخيصية مفيدة لتقييم صحة الأعضاء التناسلية الأنثوية، لكنه لا يستطيع تأكيد وجود التهاب الحوض بشكل مباشر. ومع ذلك، يمكنه تقديم بعض المؤشرات غير المباشرة التي قد تدل على وجود المرض، مثل:

تضخم قناتي فالوب أو امتلاؤهما بالسوائل، مما قد يشير إلى عدوى أو انسداد ناتج عن التهاب طويل الأمد.
وجود خراج أنبوبي مبيضي، وهو تجمع صديدي يمكن أن يتشكل نتيجة التهاب الحوض غير المعالج.
زيادة السوائل في الحوض، وهو مؤشر محتمل على التهاب الأنسجة.
سماكة غير طبيعية في بطانة الرحم، والتي قد تكون علامة على التهاب نشط.
ورغم هذه الأدلة، فإن السونار وحده لا يكفي لتأكيد التشخيص، لذا يتم دمجه مع فحوصات أخرى لضمان دقة أكبر.

الطرق المتاحة لتشخيص التهاب الحوض
نظرًا لعدم وجود اختبار موحد للكشف عن التهاب الحوض، يعتمد الأطباء على مجموعة من الوسائل السريرية والمخبرية والتصويرية، وتشمل:

1. الفحص السريري
يُعد الفحص البدني للحوض الخطوة الأولى في التشخيص، حيث يقوم الطبيب بتقييم وجود ألم أو حساسية عند الضغط على عنق الرحم أو قناتي فالوب أو المبايض. إذا كانت المريضة تعاني من ألم عند تحريك عنق الرحم، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود التهاب حوضي.

2. الفحوصات المخبرية
تحليل الدم: يتم قياس عدد كريات الدم البيضاء (WBC) ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR) والبروتين التفاعلي C (CRP)، حيث تشير المستويات المرتفعة إلى وجود التهاب.
اختبارات الأمراض المنقولة جنسيًا: يتم أخذ عينات من الإفرازات المهبلية أو عنق الرحم للكشف عن بكتيريا الكلاميديا والسيلان، وهما من الأسباب الشائعة لالتهاب الحوض.
تحليل البول: لاستبعاد التهابات المسالك البولية التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.
3. الفحوصات التصويرية
إلى جانب السونار، قد يتم اللجوء إلى وسائل تصويرية أخرى للحصول على تشخيص أكثر دقة:

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر تفاصيل دقيقة عن الأنسجة المصابة ويُستخدم في الحالات التي تحتاج إلى تقييم شامل.
التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن أن يساعد في الكشف عن المضاعفات مثل الخراجات.
4. تنظير البطن
يُعتبر تنظير البطن (Laparoscopy) أحد أكثر الطرق دقة لتشخيص التهاب الحوض، حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة عبر شق في البطن لرؤية الأعضاء التناسلية مباشرة. يمكن أيضًا أخذ خزعات من الأنسجة للتحليل. يتم اللجوء إلى هذا الإجراء عندما يكون التشخيص غير واضح أو في الحالات الشديدة.

ما أهمية التشخيص المبكر؟
الكشف المبكر عن التهاب الحوض ضروري لمنع المضاعفات، التي قد تشمل:

العقم بسبب تضرر قناتي فالوب.
الحمل خارج الرحم نتيجة الندبات التي قد تعيق حركة البويضة.
ألم الحوض المزمن الناجم عن الالتصاقات التي تتكون بعد الالتهاب.
تكون خراجات قد تحتاج إلى تدخل جراحي.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الحوض؟
ممارسة العلاقة الزوجية بأمان باستخدام وسائل الحماية عند الضرورة.
إجراء فحوصات دورية للكشف عن أي عدوى منقولة جنسيًا.
علاج أي التهاب مهبلي أو عدوى بسرعة قبل أن تنتشر إلى الحوض.
تجنب استخدام الدش المهبلي المفرط، حيث قد يؤدي إلى تغيير التوازن الطبيعي للبكتيريا.
الامتناع عن استخدام المنتجات المهبلية غير الموثوقة التي قد تسبب التهابات.
الخلاصة
بينما يمكن للسونار تقديم بعض الأدلة على التهاب الحوض، فإنه ليس الأداة التشخيصية الأساسية. يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية والتصويرية للوصول إلى تشخيص دقيق. إذا كنتِ تعانين من أعراض مريبة، فمن الضروري استشارة الطبيب فورًا لتجنب المضاعفات المحتملة. الكشف المبكر والعلاج السريع هما المفتاح للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي والوقاية من المضاعفات الخطيرة.



شريط الأخبار