كيفية تشخيص التهاب الحوض: الفحوصات الطبية ودورها في الكشف عن المرض

الامارات 7 - كيفية تشخيص التهاب الحوض: الفحوصات الطبية ودورها في الكشف عن المرض

التهاب الحوض (PID) هو حالة طبية تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي العلوي، بما في ذلك الرحم وقناتي فالوب والمبيضين، وينتج عادة عن عدوى بكتيرية تنتقل من المهبل أو عنق الرحم إلى الأعضاء الداخلية. يعتبر التشخيص المبكر أمرًا حاسمًا في تجنب المضاعفات طويلة الأمد، مثل العقم أو الحمل خارج الرحم. نظرًا لأن أعراض التهاب الحوض تتداخل مع العديد من الحالات الأخرى، فإن الأطباء يعتمدون على مجموعة متنوعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص بدقة.

1. المسحة المهبلية: فحص مباشر للكشف عن البكتيريا المسببة للعدوى
يُعد أخذ مسحة من المهبل أو عنق الرحم أحد الفحوصات الأساسية في تشخيص التهاب الحوض، حيث يتيح هذا الإجراء للطبيب التحقق من وجود عدوى بكتيرية محتملة.

كيف يتم إجراء المسحة المهبلية؟
يستخدم الطبيب مسحة قطنية معقمة لجمع عينة من الإفرازات المهبلية أو من عنق الرحم.
يتم إرسال العينة إلى المختبر لإجراء تحاليل ميكروسكوبية وثقافية، بالإضافة إلى اختبارات الحمض النووي (PCR) للكشف عن البكتيريا المسببة للعدوى.
ما الذي يمكن أن تكشفه المسحة المهبلية؟
الكلاميديا (Chlamydia trachomatis)، وهي من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الحوض.
السيلان (Neisseria gonorrhoeae)، وهو أيضًا من المسببات الرئيسية للمرض.
أنواع أخرى من البكتيريا اللاهوائية التي قد تكون مسؤولة عن العدوى المختلطة.
إذا أظهرت النتائج وجود أي من هذه العدوى، يبدأ الطبيب فورًا في وضع خطة علاجية مناسبة.

2. الفحص السريري للحوض: التحقق من العلامات البدنية للالتهاب
إلى جانب الفحوصات المخبرية، يلجأ الأطباء إلى فحص الحوض السريري للكشف عن أي مؤشرات جسدية قد تدل على التهاب الحوض. يتضمن الفحص:

تحريك عنق الرحم للكشف عن أي حساسية أو ألم شديد، وهو علامة شائعة في التهاب الحوض.
جس المبايض وقناتي فالوب للتحقق من وجود أي انتفاخ أو ألم غير طبيعي.
ملاحظة أي تغيرات في الإفرازات المهبلية مثل اللون أو الرائحة أو الكثافة.
إذا شعر الطبيب بألم أو حساسية مفرطة أثناء الفحص، يتم إجراء مزيد من الاختبارات لتأكيد التشخيص.

3. تحاليل الدم والبول: الكشف عن الالتهاب والعدوى
يُستخدم تحليل الدم والبول كمؤشرات بيولوجية لتقييم مدى الالتهاب وتحديد وجود عدوى مصاحبة.

تحاليل الدم
تعداد كريات الدم البيضاء (WBC): ارتفاع مستوى الكريات البيضاء قد يشير إلى وجود عدوى نشطة.
معدل الترسيب (ESR) والبروتين التفاعلي C (CRP): ارتفاع هذه القيم يعد علامة على التهاب حاد في الجسم.
اختبارات الأمراض المنقولة جنسيًا: تشمل اختبارات الدم للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والزهري، نظرًا لأن بعض الأمراض المنقولة جنسيًا قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الحوض.
تحليل البول
يُستخدم لاستبعاد التهابات المسالك البولية التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.
يمكن أن يكشف عن الحمل، حيث أن الحمل خارج الرحم قد يؤدي إلى أعراض مماثلة لالتهاب الحوض.
4. التصوير الطبي: تقييم الأضرار المحتملة للأعضاء التناسلية
نظرًا لأن التهاب الحوض يمكن أن يؤثر على الأعضاء الداخلية، فإن التصوير الطبي يُستخدم لتقديم رؤية أكثر وضوحًا عن التغيرات الهيكلية داخل الحوض.

التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)
يُساعد في الكشف عن تضخم قناتي فالوب، وهو علامة على التهاب نشط.
يمكن أن يُظهر تجمع السوائل داخل الحوض، مما قد يكون دليلاً على العدوى.
السونار المهبلي أكثر دقة من السونار العادي عبر البطن، حيث يوفر صورًا تفصيلية للأعضاء الداخلية.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT scan)
تُستخدم في الحالات التي يصعب فيها تأكيد التشخيص باستخدام الفحوصات التقليدية.
تساعد في الكشف عن التصاقات داخلية، تندبات، أو خراجات تتطلب تدخلًا طبيًا إضافيًا.
5. تنظير البطن: الفحص الأكثر دقة في الحالات المعقدة
عندما يكون التشخيص غير واضح أو لا تستجيب المريضة للعلاج الأولي، قد يلجأ الطبيب إلى تنظير البطن لتقديم تشخيص دقيق.

كيف يتم إجراء تنظير البطن؟
يتم إدخال كاميرا صغيرة عبر شق جراحي في البطن لمعاينة الأعضاء التناسلية مباشرة.
يمكن أخذ عينات من الأنسجة المصابة لتحليلها مختبريًا.
يُستخدم للكشف عن التصاقات أو تليفات قد تكون نتيجة التهاب مزمن.
على الرغم من أنه إجراء دقيق، إلا أنه لا يُستخدم إلا عندما تفشل الطرق الأخرى في تقديم تشخيص قاطع.

6. استبعاد الحالات المشابهة: التشخيص التفريقي
نظرًا لأن التهاب الحوض يمكن أن يُشبه العديد من الحالات الأخرى، يجب على الطبيب استبعاد بعض الأمراض قبل تأكيد التشخيص، مثل:

التهابات المسالك البولية التي تسبب ألمًا أثناء التبول ولكنها لا تؤدي عادةً إلى ألم حوضي شديد.
التهاب الزائدة الدودية، حيث يسبب ألمًا حادًا في الجزء السفلي الأيمن من البطن.
متلازمة تكيس المبايض التي قد تسبب اضطرابات في الدورة الشهرية وألمًا متكررًا.
بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) التي تؤدي إلى ألم مزمن وقد تؤثر على الخصوبة.
7. العلاج بعد التشخيص: ما هي الخطوات التالية؟
بمجرد تأكيد الإصابة بالتهاب الحوض، يتم وضع خطة علاجية تشمل:

المضادات الحيوية، التي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد حسب شدة الحالة.
المسكنات لتخفيف الألم المصاحب للالتهاب.
التدخل الجراحي في بعض الحالات إذا كان هناك خراجات تحتاج إلى تصريف.
علاج الشريك الجنسي إذا كانت العدوى منقولة جنسيًا، لمنع تكرار الإصابة.
8. أهمية التشخيص والعلاج المبكر
كلما تم اكتشاف التهاب الحوض وعلاجه مبكرًا، زادت فرص التعافي وتقليل خطر المضاعفات، مثل:

العقم بسبب انسداد قناتي فالوب.
الحمل خارج الرحم نتيجة تلف القنوات الناقلة للبويضة.
ألم الحوض المزمن الناتج عن التندبات الداخلية.
تكون خراجات قد تحتاج إلى تدخل جراحي.
9. الوقاية من التهاب الحوض
الالتزام بممارسات آمنة أثناء العلاقة الزوجية، خاصة عند عدم التأكد من صحة الشريك.
إجراء فحوصات دورية للكشف عن أي عدوى منقولة جنسيًا مبكرًا.
الحفاظ على النظافة الشخصية والعناية بالصحة المهبلية.
عدم إهمال أي أعراض غير طبيعية والتوجه للطبيب فورًا عند الشعور بأي اضطرابات.
الخلاصة
تشخيص التهاب الحوض يعتمد على مجموعة من الفحوصات، من المسحة المهبلية إلى تحاليل الدم والتصوير الطبي. الكشف المبكر والبدء بالعلاج السريع ضروريان لمنع المضاعفات والحفاظ على صحة المرأة الإنجابية.



شريط الأخبار