كيف يمكن أن يسبب التهاب الحوض العقم؟ الفهم العميق لتأثير العدوى على الخصوبة

الامارات 7 - كيف يمكن أن يسبب التهاب الحوض العقم؟ الفهم العميق لتأثير العدوى على الخصوبة

يُعتبر التهاب الحوض (PID) من أخطر المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي، خاصةً إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب. تحدث هذه الحالة عندما تصيب عدوى بكتيرية الرحم، قناتي فالوب، والمبيضين، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في الأنسجة التناسلية. إحدى أخطر المضاعفات المرتبطة بالتهاب الحوض هي العقم، والذي قد يكون نتيجة لتندب وانسداد قناتي فالوب، مما يمنع حدوث الحمل الطبيعي.

1. كيف يؤثر التهاب الحوض على الخصوبة؟
يؤدي التهاب الحوض إلى تفاعلات التهابية شديدة داخل الجهاز التناسلي، مما يسبب:

تندبات في قناتي فالوب: الالتهاب الحاد يمكن أن يؤدي إلى تكوّن أنسجة ندبية تعيق حركة البويضة.
انسداد القنوات الناقلة للبويضة: مما يمنع التقاء البويضة بالحيوان المنوي، وبالتالي يمنع الإخصاب.
تلف الخلايا المبطنة لقناتي فالوب: مما يقلل من كفاءة القنوات في نقل البويضة إلى الرحم.
زيادة خطر الحمل خارج الرحم: حتى إذا تم تخصيب البويضة، فقد لا تتمكن من الوصول إلى الرحم، مما يؤدي إلى انغراسها في قناة فالوب.
2. نسبة العقم بسبب التهاب الحوض
تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بالعقم بعد التهاب الحوض يعتمد على عدد مرات الإصابة وشدتها:

إصابة واحدة بالتهاب الحوض قد تؤدي إلى العقم بنسبة 12-15%.
إصابتان متكررتان ترفع الخطر إلى 30%.
ثلاث إصابات أو أكثر قد تزيد من خطر العقم إلى 50%.
وهذا يوضح أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفوري لمنع تفاقم الأضرار.

3. كيف يمكن اكتشاف تأثير التهاب الحوض على الخصوبة؟
إذا كانت المرأة تعاني من صعوبة في الحمل بعد الإصابة بالتهاب الحوض، فقد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لتقييم وظائف الجهاز التناسلي، مثل:

تصوير الرحم وقناتي فالوب بالأشعة السينية (HSG): يحدد ما إذا كان هناك انسداد في القنوات الناقلة للبويضة.
التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار المهبلي): يساعد في الكشف عن أي تغيرات في الرحم والمبيضين.
تنظير البطن (Laparoscopy): يُعتبر من أدق الفحوصات، حيث يسمح للطبيب برؤية الأعضاء التناسلية مباشرة وتقييم مدى الضرر.
4. هل يمكن علاج العقم الناتج عن التهاب الحوض؟
رغم أن العقم الناتج عن التهاب الحوض قد يكون دائمًا في بعض الحالات، إلا أن هناك عدة خيارات متاحة للمساعدة في تحقيق الحمل:

جراحة فتح قناتي فالوب: إذا كان الانسداد جزئيًا، يمكن للجراحة إزالة التندبات وتحسين تدفق البويضة.
تقنيات التلقيح الصناعي (IVF): إذا كان الضرر شديدًا ولا يمكن إصلاح القنوات، يمكن استخدام الإخصاب خارج الجسم وزرع الجنين مباشرة في الرحم.
العلاجات الهرمونية وتحفيز الإباضة: في بعض الحالات، يمكن أن تساعد هذه العلاجات في تحسين فرص الحمل.
5. الوقاية من التهاب الحوض لحماية الخصوبة
نظرًا لأن التهاب الحوض يمكن أن يسبب أضرارًا دائمة، فإن الوقاية هي المفتاح للحفاظ على الصحة الإنجابية. يمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق:

ممارسة العلاقة الزوجية بأمان واستخدام وسائل الحماية لتجنب الأمراض المنقولة جنسيًا.
إجراء فحوصات منتظمة للأمراض المنقولة جنسيًا، خاصة للنساء النشطات جنسيًا.
طلب العلاج الفوري عند ظهور أي أعراض مثل الألم في الحوض، الإفرازات غير الطبيعية، أو النزيف غير المبرر.
عدم إهمال أي عدوى مهبلية، حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الأعضاء التناسلية العلوية.
6. متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنتِ قد تعرضتِ سابقًا لالتهاب الحوض وتعانين من أي من الأعراض التالية، فمن الأفضل زيارة الطبيب المختص لتقييم صحتك الإنجابية:

عدم حدوث حمل بعد محاولة الإنجاب لمدة سنة أو أكثر (أو 6 أشهر إذا كان العمر فوق 35 عامًا).
اضطرابات في الدورة الشهرية أو نزيف غير طبيعي.
آلام متكررة في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
تاريخ مرضي من العدوى المتكررة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
الخلاصة
يمكن أن يكون العقم أحد أخطر المضاعفات الناتجة عن التهاب الحوض غير المُعالج، حيث يؤدي إلى تندب وانسداد في قناتي فالوب يمنع حدوث الحمل. ومع ذلك، يمكن الوقاية من هذه المضاعفات من خلال التشخيص المبكر والعلاج السريع، بالإضافة إلى الفحوصات الدورية والتثقيف حول الأمراض المنقولة جنسيًا. إذا تم اكتشاف تلف في الجهاز التناسلي، يمكن اللجوء إلى خيارات علاجية مثل الجراحة أو التلقيح الصناعي للمساعدة في تحقيق الحمل. الوعي الصحي والمتابعة الطبية الدورية هما المفتاح للحفاظ على الخصوبة وحماية الصحة الإنجابية.



شريط الأخبار