الامارات 7 - بحيرة قارون تعد من أكبر وأقدم البحيرات الطبيعية في جمهورية مصر العربية، إذ تُعتبر أقدم بحيرة طبيعية في العالم وأحد أجزاء بحيرة موريس القديمة. ويُحتمل أن تكون بحيرة قارون هي المكان الذي خسف الله فيه بقارون، بسبب تكبره ورفاهيته وإنكاره لفضل الله عليه فيما يتعلق بماله، حيث كان يظن أن ثروته هي نتاج جهوده الشخصية فقط، دون أن يعترف بأن الله هو من رزقه بها. وهناك من يعتقد أن أموال قارون ومجوهراته ما زالت تحت مياه البحيرة، مما دفع العديد للبحث عنها دون أن يعثروا على شيء.

تقع بحيرة قارون في محافظة الفيوم بمصر، وهي من أعمق البحيرات في العالم حيث يصل عمقها إلى حوالي 14 كيلومترًا. في العصور الفرعونية، كانت البحيرة تُستخدم لتخزين مياه نهر النيل خلال الفيضانات. ولكن مع مرور الزمن، تعرضت البحيرة للجفاف ونقص في حجمها، حيث كانت في السابق تغطي مساحة أكبر بكثير وتشمل معظم مدينة الفيوم.

تُعد بحيرة قارون من البحيرات الطبيعية الغنية بالأسماك، لكن تدهور حالتها نتيجة لتراكم أملاح مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع درجات الحرارة والتبخر، أسهم في تقليص حجم الأسماك فيها. كما أن قلة مياه الفيضان ساهمت في تقليص الإنتاج السمكي.

أما بالنسبة لاسم البحيرة، فقد كانت تُعرف في العصور الفرعونية باسم "بحيرة أوزيريس" أو "البحيرة النقية". وفي الوقت الحاضر، سُميت البحيرة باسم "بحيرة قارون" نسبة إلى القصة الواردة في القرآن الكريم عن قارون، الذي كان من أغنى الناس في زمنه. فقد آتاه الله المال والكنوز في فترة بعث النبي موسى عليه السلام. ومع ذلك، رفض قارون دعوة موسى للإيمان بالله، وخرج يومًا ليتباهى بثروته من الذهب والمجوهرات، قائلاً إنها ثمرة علمه وملك يديه. فكانت نتيجة ذلك خسفه من الله كعقاب على تكبره.