الإكزيما والمناخ: كيف تؤثر البيئة على صحة بشرتك؟

الامارات 7 - تعد الإكزيما من الأمراض الجلدية المزمنة التي تتأثر بشكل كبير بالعوامل البيئية، حيث يمكن للمناخ والتغيرات الجوية أن تلعب دورًا أساسيًا في تحفيز الأعراض أو زيادتها سوءًا. تختلف تأثيرات البيئة باختلاف الأماكن، لكن هناك مناطق حول العالم، مثل دول الخليج وخصوصًا قطر، التي تشهد ارتفاعًا في معدلات الإكزيما بسبب المناخ الحار والرطوبة العالية. فكيف يمكن للحرارة والتلوث والتغيرات المناخية أن تؤثر على صحة الجلد؟ وكيف يمكن للأشخاص الذين يعيشون في هذه البيئات إدارة الإكزيما بشكل فعال؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

كيف تؤثر العوامل البيئية على الإكزيما؟
تعتمد صحة الجلد على التوازن بين الترطيب الطبيعي والبروتينات الواقية التي تمنع فقدان الرطوبة. عند تعرض البشرة لظروف بيئية قاسية، يتأثر هذا التوازن، مما يؤدي إلى ضعف حاجز الجلد وجعله أكثر عرضة للجفاف والتهيج. بعض العوامل البيئية التي تساهم في تفاقم الإكزيما تشمل:

1. الحرارة والتعرّق المفرط
في المناطق الحارة مثل قطر، ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة التعرّق. رغم أن التعرّق مفيد لتبريد الجسم، إلا أنه قد يكون عاملًا محفزًا للإكزيما لعدة أسباب:

العرق يحتوي على أملاح ومعادن قد تسبب تهيج الجلد عند تراكمها.
التعرق الزائد يؤدي إلى فقدان السوائل مما يزيد من جفاف البشرة.
انسداد المسام قد يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي وزيادة الحكة.
2. الرطوبة العالية وتأثيرها على الجلد
في دول الخليج، لا ترتفع درجات الحرارة فقط، بل تزداد معها نسبة الرطوبة، مما يخلق بيئة غير مريحة للأشخاص المصابين بالإكزيما. قد تؤدي الرطوبة العالية إلى:

زيادة إنتاج العرق مما يؤدي إلى تفاقم التهيج.
تعزيز نمو البكتيريا والفطريات على البشرة، مما قد يزيد من خطر العدوى الجلدية.
جعل الجو أكثر لزجًا مما قد يسبب شعورًا دائمًا بعدم الراحة، خاصة عند ارتداء ملابس غير مناسبة.
3. تلوث الهواء والمواد الكيميائية
تعتبر مستويات التلوث عاملاً مهمًا في تفاقم الإكزيما، حيث يؤدي التعرّض المستمر لعوادم السيارات، الأبخرة الصناعية، والمواد الكيميائية إلى:

إضعاف حاجز الجلد، مما يجعله أكثر حساسية تجاه المهيجات.
تحفيز الجهاز المناعي على إطلاق ردود فعل التهابية تزيد من الأعراض.
امتصاص البشرة للملوثات الجوية، مما قد يؤدي إلى ظهور بقع حمراء وحكة شديدة.
4. الغبار وحبوب اللقاح
يعتبر الغبار وحبوب اللقاح من المسببات الشائعة للإكزيما، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلد. يمكن أن تسبب هذه الجزيئات الصغيرة تهيجًا للبشرة وتفاقم الحكة والاحمرار.

كيف يمكن للأشخاص في البيئات الحارة والرطبة التحكم في الإكزيما؟
رغم صعوبة تغيير العوامل البيئية، يمكن التخفيف من آثارها من خلال اتباع بعض العادات اليومية التي تساعد على حماية البشرة وتقليل الأعراض.

1. اختيار الملابس المناسبة
ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تسمح للبشرة بالتنفس.
تجنب الأقمشة الاصطناعية مثل البوليستر التي قد تزيد من التعرق والاحتكاك.
ارتداء قبعات ونظارات شمسية عند الخروج لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.
2. ترطيب البشرة بانتظام
استخدام كريمات تحتوي على السيراميد وزبدة الشيا لتعزيز حاجز الجلد.
ترطيب البشرة بعد الاستحمام مباشرة للحفاظ على الرطوبة الطبيعية.
شرب كميات كافية من الماء لتعويض فقدان السوائل بسبب الحرارة.
3. تجنب التعرق الزائد
البقاء في أماكن مكيفة أو جيدة التهوية عند ارتفاع درجات الحرارة.
أخذ حمامات فاترة عند الشعور بالحرارة الزائدة لتبريد الجلد.
تجفيف العرق بلطف دون فرك البشرة لتجنب التهيج.
4. استخدام مستحضرات عناية بالبشرة لطيفة
اختيار منتجات خالية من العطور والكحول التي قد تسبب جفاف الجلد.
استخدام صابون مرطب بدلًا من الصابون العادي لتجنب إزالة الزيوت الطبيعية من البشرة.
5. تنظيف المنزل بانتظام
تقليل التعرض للغبار وحبوب اللقاح عن طريق تنظيف المنزل بانتظام.
استخدام مرشحات الهواء لتنقية الجو من الملوثات والجزيئات الضارة.
هل تغير الفصول يؤثر على الإكزيما؟
يلاحظ العديد من الأشخاص المصابين بالإكزيما أن أعراضهم تزداد سوءًا في مواسم معينة. في الخليج، قد يكون الانتقال بين الصيف والشتاء محفزًا للأعراض بسبب:

الجفاف في الشتاء الذي يسبب تشقق الجلد.
ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وزيادة التعرق.
التغيرات في الرطوبة التي قد تسبب تقلبات في حالة البشرة.
لذلك، من المهم تعديل روتين العناية بالبشرة وفقًا للفصل الحالي للحفاظ على صحة الجلد.

العلاجات المتاحة للإكزيما في المناخات الحارة والرطبة
مع زيادة انتشار الإكزيما في دول الخليج، ظهرت العديد من العلاجات التي تساعد على التحكم في الأعراض، منها:
الكريمات المضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات الموضعية لتقليل الاحمرار والحكة.
مضادات الهيستامين إذا كانت الإكزيما مرتبطة بردود فعل تحسسية.
العلاج بالضوء (Phototherapy) باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لعلاج الالتهابات الجلدية المزمنة.
مثبطات المناعة الموضعية التي تستخدم لعلاج الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية.

متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنت تعيش في بيئة حارة ورطبة مثل قطر وتعاني من الإكزيما، يجب عليك استشارة الطبيب إذا:
استمرت الأعراض لفترة طويلة دون تحسن رغم العناية المستمرة.
أصبحت الإكزيما تسبب لك إزعاجًا شديدًا يؤثر على حياتك اليومية.
ظهرت علامات العدوى مثل الاحمرار الشديد، خروج إفرازات، أو ارتفاع درجة حرارة الجلد.

البيئة تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الإكزيما، خاصةً في المناخات الحارة والرطبة مثل دول الخليج. ارتفاع درجات الحرارة، التعرق، التلوث، والغبار كلها عوامل تؤثر على صحة الجلد وتزيد من تهيج الإكزيما. ومع ذلك، يمكن التحكم في الأعراض من خلال اتباع روتين عناية مناسب، تجنب المحفزات، واستخدام العلاجات الفعالة. إذا كنت تعاني من الإكزيما وتعيش في منطقة ذات مناخ حار، فمن الضروري اتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على صحة بشرتك وتحسين جودة حياتك.



شريط الأخبار