الورم النقوي المتعدد: اضطراب سرطاني في خلايا البلازما

الامارات 7 - الورم النقوي المتعدد (Multiple Myeloma) هو نوع من سرطان الدم الذي ينشأ من خلايا البلازما في نخاع العظم. تلعب خلايا البلازما دورًا حيويًا في إنتاج الأجسام المضادة لمكافحة العدوى، ولكن عند الإصابة بهذا المرض، تبدأ هذه الخلايا في التكاثر بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى إنتاج بروتينات غير طبيعية، ضعف جهاز المناعة، وتلف العظام والكلى. يمكن أن يتطور المرض ببطء على مدى سنوات أو يظهر بشكل عدواني يؤدي إلى أعراض ومضاعفات خطيرة.

أسباب الورم النقوي المتعدد والعوامل المؤثرة
لم يتم تحديد سبب دقيق للإصابة، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر تطور المرض، منها:

1. الطفرات الجينية
تحدث تغيرات غير طبيعية في الجينات المسؤولة عن نمو خلايا البلازما، مما يؤدي إلى انقسام غير منضبط لهذه الخلايا.
قد تتضمن هذه الطفرات إعادة ترتيب الكروموسومات أو فقدان بعض الجينات المهمة في السيطرة على التكاثر الخلوي.
2. العمر والجنس
غالبًا ما يُشخَّص المرض عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
الرجال أكثر عرضة للإصابة بالورم النقوي المتعدد مقارنة بالنساء.
3. العوامل البيئية والتعرض للمواد السامة
التعرض المزمن للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو البنزين قد يزيد من خطر الإصابة.
قد يرتبط التعرض للإشعاع أيضًا بارتفاع معدلات المرض.
4. اضطرابات نخاع العظم السابقة
الأشخاص المصابون بحالات مثل الداء النشواني أو متلازمة غاماباثي أحادية النسيلة ذات الدلالة غير المحددة (MGUS) لديهم فرصة أكبر لتطور الورم النقوي المتعدد.
5. العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي للإصابة قد يزيد من خطر تطور المرض، لكن لم يتم تحديد نمط وراثي دقيق.
كيف يؤثر الورم النقوي المتعدد على الجسم؟
عند الإصابة بالورم النقوي، تبدأ خلايا البلازما السرطانية في إنتاج كميات زائدة من بروتين غير طبيعي يسمى البروتين المناعي (M protein)، مما يؤدي إلى اضطرابات في الدم والأعضاء الحيوية. تشمل التأثيرات:

إضعاف جهاز المناعة: يتم إنتاج أجسام مضادة غير طبيعية، مما يجعل الجسم عرضة للعدوى.
تآكل العظام: تؤدي الخلايا السرطانية إلى إفراز مواد تؤثر على كثافة العظام، مما يسبب الكسور المتكررة وهشاشة العظام.
تلف الكلى: تراكم البروتينات المناعية في الكلى يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي التدريجي.
اضطرابات في الدم: قد يسبب المرض فقر الدم ونقص الصفائح الدموية، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وسهولة النزيف.

أعراض الورم النقوي المتعدد
تعتمد الأعراض على مدى انتشار المرض وتأثيره على الجسم، وتشمل:

️ آلام العظام المزمنة: خاصة في الظهر، الأضلاع، والجمجمة بسبب فقدان كثافة العظام.
️ ضعف عام وإرهاق نتيجة فقر الدم المرتبط بالمرض.
️ ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم، مما يسبب الغثيان، العطش الشديد، وتكرار التبول.
️ الالتهابات المتكررة بسبب ضعف جهاز المناعة.
️ تورم الساقين بسبب تأثر وظائف الكلى.
️ النزيف السهل أو ظهور الكدمات بسبب انخفاض عدد الصفائح الدموية.
️ مشكلات عصبية مثل التنميل أو الضعف في الأطراف بسبب ضغط الأورام على الأعصاب.

مراحل تطور الورم النقوي المتعدد
المرحلة الأولى: يكون المرض في بداياته، وعدد الخلايا السرطانية قليل، ولا توجد أعراض خطيرة.
المرحلة الثانية: تبدأ الأعراض في الظهور، مثل آلام العظام وفقر الدم.
المرحلة الثالثة: يتطور المرض ليشمل تأثيرات كبيرة على الكلى، العظام، والجهاز المناعي.

التشخيص والفحوصات الطبية
لتشخيص الورم النقوي المتعدد، يتم إجراء مجموعة من الفحوصات تشمل:

تحليل الدم الكامل (CBC): للكشف عن فقر الدم أو نقص الصفائح الدموية.
مستوى البروتين المناعي (M protein) في الدم والبول: للكشف عن تراكم البروتينات غير الطبيعية.
اختبار وظائف الكلى والكالسيوم: لتقييم تأثير المرض على الكلى ومستويات المعادن في الجسم.
التصوير بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن أي آفات في العظام.
خزعة نخاع العظم: لتحديد نسبة الخلايا السرطانية في نخاع العظم وتأكيد التشخيص.

العلاجات المتاحة للورم النقوي المتعدد
يعتمد العلاج على مرحلة المرض وحالة المريض الصحية، وتشمل الخيارات العلاجية:

1. العلاج الكيميائي
يتم استخدام أدوية قوية مثل ميلفالان، بورتزوميب، وليناليدوميد لتدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها.
يمكن استخدامه منفردًا أو مع أدوية أخرى لتحسين الفعالية.

2. العلاج المناعي والعلاج المستهدف
️ أدوية مثل داراتوموماب (Daratumumab) وإيلوتوزوماب (Elotuzumab) تساعد في تعزيز استجابة الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية.
️ بعض الأدوية تستهدف الطفرات الجينية التي تسبب المرض، مما يقلل من نمو الخلايا السرطانية.

3. زراعة نخاع العظم (الخلايا الجذعية)



شريط الأخبار