ظاهرة انشقاق القمر

الامارات 7 - معجزات الأنبياء
تُعرَّف المعجزة بأنها حدث خارق للعادة يجريه الله -سبحانه وتعالى- على يد أنبيائه لإثبات صدق نبوتهم. وتنقسم معجزات الأنبياء إلى نوعين: معجزات حسّية يمكن رؤيتها بالعين، مثل تحول العصا إلى أفعى، وخروج الناقة من الصخر، وكلام الجمادات، ومعجزات معنوية تُدرك بالبصيرة، وأبرزها القرآن الكريم.

معجزة انشقاق القمر
طلب كفار قريش من النبي -صلى الله عليه وسلم- آية تثبت صدق دعوته، رغم أن إعجاز القرآن كان كافياً لإثبات نبوّته، حيث تحدّاهم الله بالإتيان بمثله فعجزوا، بل حتى بسورة واحدة فلم يستطيعوا. ومع ذلك، وبدافع الجدل والإنكار، طلبوا رؤية معجزة أخرى، فاستجاب الله لطلب نبيه، فانشق القمر نصفين بأمره، وأشهد الصحابة على ذلك.

وقد وردت هذه المعجزة في القرآن الكريم في قوله تعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (سورة القمر: 1). وروى الصحابة هذا الحدث، منهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- الذي قال: "انْشَقَّ القَمَرُ على عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ: اشْهَدُوا". ورُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن أهل مكة طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- إظهار آية، فأراهم انشقاق القمر.

ورغم ذلك، لم يؤمن كفار قريش، وادّعوا أن ما رأوه مجرد سحر. وكي يتأكدوا، سألوا المسافرين الذين كانوا خارج مكة، فشهدوا هم أيضاً أنهم رأوا القمر قد انشقّ في الليلة نفسها، ومع ذلك أصرّ الكفار على إنكارهم، قائلين: "هذا سحر مستمر".

الإعجاز العلمي في انشقاق القمر
سُئل الدكتور زغلول النجار عن الإعجاز العلمي في قوله تعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ"، فأوضح أن هذه المعجزة لا يمكن تفسيرها علمياً، لأن المعجزات بطبيعتها تتجاوز القوانين العلمية، مثل تحول العصا إلى أفعى أو خروج الناقة من الجبل، وبالتالي فهي أمور خارقة للعادة لا تخضع للتفسير العلمي.

معجزات النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-
أيّد الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالعديد من المعجزات الحسّية بجانب معجزته الخالدة، القرآن الكريم، الذي لا يستطيع الإنس والجن الإتيان بمثله، كما جاء في قوله تعالى: "قُل لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (سورة الإسراء: 88).

ومن معجزاته -عليه الصلاة والسلام- شفاء المرضى بريقه، كما حصل مع علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه-، وسلام الحجر والشجر عليه، وتكثير الطعام والشراب، كما حدث مع جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حين أطعم النبي المئات من قدر واحد، إضافةً إلى خروج الماء من بين أصابعه، وحادثة الإسراء والمعراج. ومن أعظم معجزاته الحسية انشقاق القمر، الذي كان دليلاً قوياً على صدق نبوّته.



شريط الأخبار