العلاقة الخفية بين أدوات المطبخ وصحة الجهاز البولي

الامارات 7 - إسفنجة الجلي والتهاب المسالك البولية: العلاقة الخفية بين أدوات المطبخ وصحة الجهاز البولي

قد يبدو المطبخ آخر مكان يمكن أن يكون له علاقة بصحة المسالك البولية، ولكن الحقيقة أن بعض العادات اليومية يمكن أن تلعب دورًا غير متوقع في انتشار البكتيريا المسببة للأمراض، بما في ذلك التهابات المسالك البولية (UTIs). من بين هذه العادات، استخدام إسفنجة الجلي المتسخة لفترات طويلة، حيث يمكن أن تصبح بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا الضارة التي قد تنتقل إلى الإنسان عبر ملامسة اليدين أو الأدوات التي تُستخدم في تناول الطعام.

إسفنجة الجلي: بؤرة غير متوقعة للبكتيريا الضارة
الإسفنجة واحدة من أكثر الأدوات المنزلية تلوثًا، حيث تشير الأبحاث إلى أنها تحتوي على أعداد هائلة من البكتيريا، قد تفوق ما يوجد في مقاعد المراحيض. ويرجع ذلك إلى:

الرطوبة المستمرة التي توفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات.
بقايا الطعام والزيوت التي تلتصق بها وتعمل كوسط غذائي لنمو الميكروبات.
قلة تنظيفها أو تغييرها بانتظام، مما يسمح بتراكم الجراثيم على سطحها.
البكتيريا الشائعة في إسفنجات الجلي وتأثيرها على الصحة
تشير الدراسات إلى أن إسفنجات المطبخ تحتوي على أنواع متعددة من البكتيريا، بعضها قد يكون مسؤولًا عن الإصابة بالتهابات المسالك البولية وغيرها من الأمراض. تشمل هذه البكتيريا:

الإشريكية القولونية (E. coli)

من أشهر الميكروبات المسببة لالتهابات المسالك البولية.
يمكن أن تنتقل من الإسفنجة إلى الأواني ثم إلى اليدين ومن ثم إلى الفم أو المناطق الحساسة.
البكتيريا العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)

قد تسبب التهابات جلدية، ولكن بعض سلالاتها قد تؤدي إلى التهابات الجهاز البولي.
السالمونيلا (Salmonella) والشيغيلا (Shigella)

يمكن أن تسبب عدوى الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى تغيرات في مناعة الجسم وزيادة خطر التهابات المسالك البولية.
كيف يمكن أن تنتقل البكتيريا من الإسفنجة إلى الجهاز البولي؟
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غير منطقي، إلا أن هناك عدة طرق يمكن أن تنتقل بها الجراثيم من إسفنجة الجلي إلى المسالك البولية:

ملامسة اليدين الملوثة

إذا تم استخدام إسفنجة غير نظيفة ولم يتم غسل اليدين بعدها، فقد تنتقل البكتيريا إلى مناطق حساسة أثناء استخدام الحمام أو أثناء تحضير الطعام.
انتقال البكتيريا عبر الأواني والأدوات المستخدمة للطعام

عند استخدام إسفنجة ملوثة لتنظيف الصحون، قد تظل البكتيريا على الأدوات التي يتم تناول الطعام بها، مما يزيد فرصة دخولها إلى الجهاز الهضمي وانتقالها لاحقًا إلى المسالك البولية عبر الجهاز البولي التناسلي.
انتشار الجراثيم في المطبخ والحمام

قد تنتقل الجراثيم من الإسفنجة إلى الأسطح المختلفة، مثل مقابض الصنابير، المناشف، وأيدي أفراد الأسرة، مما يسهل انتقالها إلى الجهاز البولي.
كيفية الحد من خطر انتقال العدوى من إسفنجة الجلي؟
لمنع انتقال البكتيريا المسببة لالتهابات المسالك البولية من إسفنجة الجلي، يمكن اتباع النصائح التالية:

استبدال الإسفنجة بانتظام

يجب تغيير إسفنجة الجلي كل أسبوع إلى أسبوعين، خاصة إذا كانت تُستخدم يوميًا.
تطهير الإسفنجة بشكل منتظم

يمكن تعقيم الإسفنجة بواحدة من الطرق التالية:
غليها في الماء لمدة 5 دقائق.
نقعها في محلول الخل والماء لقتل البكتيريا.
وضعها في الميكروويف لمدة 1-2 دقيقة، ولكن يجب التأكد من أنها مبللة لتجنب الاحتراق.
عدم ترك الإسفنجة مبللة بعد الاستخدام

يجب عصر الإسفنجة جيدًا وتركها في مكان جاف بعد كل استخدام لمنع تراكم البكتيريا.
استخدام أكثر من أداة تنظيف

من الأفضل تخصيص إسفنجة لتنظيف الصحون وأخرى للأسطح المختلفة، كما يُفضل استخدام الفرشاة بدلاً من الإسفنج في بعض الحالات.
غسل اليدين بعد استخدام الإسفنجة

غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية بعد استخدام الإسفنجة يمكن أن يقلل بشكل كبير من انتقال الجراثيم.
تنظيف الأواني بالماء الساخن والصابون

يساعد الماء الساخن على قتل البكتيريا المتبقية على الأدوات التي تم تنظيفها بالإسفنجة.
عادات منزلية أخرى للحد من التهابات المسالك البولية
بالإضافة إلى تنظيف إسفنجة الجلي، هناك بعض العادات التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية:

شرب الكثير من الماء

يساعد الماء في طرد البكتيريا من المسالك البولية وتقليل خطر العدوى.
التبول بعد العلاقة الزوجية

يساعد في التخلص من أي بكتيريا قد تدخل إلى مجرى البول.
الاهتمام بالنظافة الشخصية

يجب غسل اليدين جيدًا قبل وبعد استخدام الحمام.
يُفضل المسح من الأمام إلى الخلف بعد استخدام الحمام لمنع انتقال البكتيريا من منطقة المستقيم إلى مجرى البول.
اتباع نظام غذائي صحي

تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة يساعد في تقليل نمو البكتيريا في المسالك البولية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا ظهرت أي من الأعراض التالية، فقد يكون من الضروري زيارة الطبيب للكشف عن وجود التهاب في المسالك البولية:
ألم أو حرقة أثناء التبول
كثرة الحاجة للتبول مع خروج كميات قليلة فقط
رائحة بول قوية أو تغير في اللون
ألم في أسفل البطن أو الظهر
ارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات الشديدة

على الرغم من أن العلاقة بين إسفنجة الجلي والتهاب المسالك البولية قد لا تكون واضحة للوهلة الأولى، إلا أن البكتيريا الموجودة في الإسفنجات غير النظيفة يمكن أن تنتقل بطرق غير مباشرة وتسبب عدوى في الجسم، بما في ذلك التهابات الجهاز البولي. الحفاظ على نظافة الإسفنجة وتغييرها بانتظام، مع اتباع عادات صحية جيدة، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالبكتيريا المنتشرة في المنزل.



شريط الأخبار