تأثير السمنة على صحة الحوض

الامارات 7 - تلعب السمنة دورًا رئيسيًا في العديد من المشكلات الصحية، ومن بينها التأثير السلبي على عضلات قاع الحوض، مما يزيد من خطر الإصابة بالقيلة المثانية. تُعرَّف القيلة المثانية بأنها حالة يحدث فيها تدلي المثانة نحو المهبل بسبب ضعف الأنسجة الداعمة، وهي أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة. مع تراكم الدهون وزيادة الضغط داخل البطن، تصبح عضلات الحوض أقل قدرة على دعم المثانة، مما يؤدي إلى هبوطها التدريجي. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيف تؤثر السمنة على صحة الحوض، ولماذا تزيد احتمالية الإصابة بالقيلة المثانية عند النساء السمينات، وأفضل الاستراتيجيات للوقاية والعلاج.

كيف تؤثر السمنة على صحة عضلات الحوض؟
زيادة الوزن تؤثر بشكل مباشر على عضلات وأربطة الحوض، حيث يؤدي الضغط الزائد إلى إضعاف الهياكل التي تدعم المثانة. تشمل التأثيرات الرئيسية للسمنة على قاع الحوض:

1. زيادة الضغط داخل البطن
الوزن الزائد في منطقة البطن يسبب ضغطًا مستمرًا على المثانة والعضلات المحيطة بها.
هذا الضغط يضعف الأنسجة الداعمة للمثانة، مما يزيد من احتمالية تدليها نحو المهبل.
2. ضعف عضلات قاع الحوض
الدهون المتراكمة تؤثر على وظيفة العضلات، مما يجعلها أقل كفاءة في دعم الأعضاء الحوضية.
مع مرور الوقت، تصبح هذه العضلات غير قادرة على تحمل الضغط المتزايد، مما يؤدي إلى القيلة المثانية.
3. زيادة خطر الإصابة بالسلس البولي
النساء السمينات أكثر عرضة لتسرب البول بسبب ضعف السيطرة على المثانة الناتج عن الضغط الزائد.
السلس البولي قد يكون أحد الأعراض المبكرة لتدلي المثانة، خاصة عند العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة.
4. تأثير السمنة على الهرمونات
تؤثر الدهون الزائدة على توازن الهرمونات في الجسم، مما قد يضعف الأنسجة الضامة.
النساء البدينات قد يعانين من مستويات غير متوازنة من الإستروجين، مما يؤدي إلى تفاقم ضعف عضلات الحوض.
5. زيادة الالتهابات وتأخر الشفاء
السمنة تؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، مما يضعف قدرة الأنسجة على التعافي بعد الولادة أو العمليات الجراحية.
ضعف التئام الأنسجة قد يزيد من خطر الإصابة بالقيلة المثانية بعد الجراحات النسائية مثل استئصال الرحم.
لماذا تكون النساء السمينات أكثر عرضة للإصابة بالقيلة المثانية؟
هناك عدة عوامل تجعل النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بتدلي المثانة مقارنة بغيرهن:

1. الضغط الزائد على قاع الحوض
كلما زاد الوزن، زاد الضغط على العضلات والأربطة التي تدعم المثانة، مما يجعلها أكثر عرضة للهبوط.
النساء اللواتي يعانين من السمنة هن أكثر عرضة للإصابة بالقيلة المثانية بنسبة تصل إلى 50% أكثر من النساء ذوات الوزن الطبيعي.
2. ضعف العضلات الناتج عن قلة النشاط البدني
عادةً ما يكون لدى النساء السمينات معدلات أقل من النشاط البدني، مما يؤدي إلى ضعف عضلات الحوض.
عدم ممارسة التمارين يزيد من ضعف الأنسجة، مما يسرع من تطور القيلة المثانية.
3. صعوبة فقدان الوزن بعد الولادة
النساء البدينات يجدن صعوبة أكبر في استعادة وزنهن الطبيعي بعد الولادة، مما يجعل عضلات الحوض أضعف بمرور الوقت.
هذا يزيد من خطر الإصابة بتدلي المثانة خاصة بعد الولادات المتكررة.
4. ارتفاع نسبة العمليات الجراحية المرتبطة بالسمنة
النساء البدينات أكثر عرضة للخضوع لجراحات مثل استئصال الرحم، والتي قد تساهم في ضعف عضلات الحوض.
ضعف الأنسجة بعد الجراحة يزيد من خطر القيلة المثانية مستقبلاً.
أعراض القيلة المثانية عند النساء السمينات
الشعور بانتفاخ أو ضغط داخل المهبل.
تسرب البول عند السعال أو العطس أو الضحك (سلس البول الإجهادي).
صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول.
زيادة الحاجة إلى التبول المتكرر، خاصة أثناء الليل.
ألم أو عدم راحة أثناء العلاقة الحميمة.
الشعور بعدم الراحة أو الألم في أسفل الظهر أو الحوض.

أفضل الطرق للوقاية والعلاج
على الرغم من أن السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بالقيلة المثانية، إلا أن هناك طرقًا فعالة لتقليل هذا الخطر وتحسين صحة الحوض.

1. فقدان الوزن الزائد
تقليل الوزن بمقدار 5-10% فقط يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل الضغط على عضلات الحوض.
اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والخضروات يساعد في فقدان الوزن بطريقة مستدامة.
تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات الزائدة التي تزيد من الدهون الحشوية.

2. ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض
تمارين كيجل هي من أفضل التمارين لتقوية عضلات الحوض ومنع تدلي المثانة.
يمكن أداء هذه التمارين يوميًا لتحسين قوة العضلات وزيادة دعم المثانة.
تمارين الجسر (Bridge exercise) وتمارين القرفصاء (Squats) تساعد أيضًا في تقوية عضلات قاع الحوض.

3. تحسين نمط الحياة
ممارسة النشاط البدني مثل المشي أو السباحة لتحسين قوة العضلات.
شرب كمية كافية من الماء لتجنب الإمساك، الذي قد يزيد من الضغط على عضلات الحوض.
تجنب التدخين، حيث يمكن أن يؤدي إلى السعال المزمن الذي يزيد الضغط على قاع الحوض.

4. العلاج الهرموني بالإستروجين
قد يساعد العلاج الهرموني على تحسين مرونة وقوة الأنسجة المهبلية والحوضية بعد انقطاع الطمث.
يُفضل استخدام الكريمات المهبلية أو التحاميل تحت إشراف الطبيب.

5. استخدام الفرزجات المهبلية
يمكن استخدام أجهزة دعم مهبلية تساعد في الحفاظ على المثانة في وضعها الطبيعي.
يوصى بها للنساء اللواتي لا يرغبن في الخضوع للجراحة.

6. الجراحة في الحالات المتقدمة
إذا كانت القيلة المثانية تسبب أعراضًا شديدة تؤثر على جودة الحياة، يمكن اللجوء إلى الجراحة لإصلاح الأنسجة الضعيفة.
تشمل الخيارات الجراحية استخدام شبكة دعم لتعزيز قوة الأنسجة أو إعادة تثبيت المثانة.

متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كان هناك شعور دائم بضغط أو انتفاخ في المهبل.
في حالة صعوبة التبول أو الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل.
إذا كان هناك تسرب متكرر للبول عند ممارسة الأنشطة اليومية.
عند الشعور بألم أو عدم راحة أثناء العلاقة الحميمة.

الخاتمة
تلعب السمنة دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة بالقيلة المثانية بسبب الضغط الزائد على عضلات الحوض وضعف الأنسجة الداعمة. ومع ذلك، يمكن تقليل هذا الخطر بشكل كبير من خلال فقدان الوزن، ممارسة التمارين المناسبة، وتحسين نمط الحياة. إذا ظهرت أعراض تدلي المثانة، فمن المهم استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب للحفاظ على جودة الحياة وصحة الحوض.



شريط الأخبار