بحيرة قارون

الامارات 7 - بحيرة قارون: كنز طبيعي وتاريخي في مصر

تتميّز مصر بتنوّعها الطبيعي الغني، والذي يشمل نهر النيل، والمناطق الصحراوية، والبحيرات. وتُعد بحيرة قارون واحدة من أقدم وأكبر البحيرات الطبيعية في مصر وأكثرها عمقًا على مستوى العالم. تقع البحيرة شمال غرب محافظة الفيوم، على بُعد 27 كيلومترًا، وتبعد حوالي 50 كيلومترًا غرب نهر النيل. وتُعتبر من المعالم البارزة في صعيد مصر، حيث تستغرق الرحلة إليها من القاهرة حوالي ساعة ونصف.

تاريخ بحيرة قارون
تشكلت البحيرة بفعل العوامل الطبيعية، ويُعتقد أن فيضانات نهر النيل خلال العصر الحجري ساهمت في تكوينها، حيث فاضت مياه أحد روافده، المعروف باسم "بحر يوسف" أو "بحر المنهى" في العصور الأيوبية. عرفها الفراعنة قديمًا باسم "مي مر"، ثم تطور الاسم إلى "موريس"، حتى أصبح "قارون" نسبةً إلى الرجل الثري المذكور في القرآن الكريم، الذي خُسفت به الأرض مع كنوزه. كما أُطلق عليها اسم "بحيرة الصيد" لكثرة الطيور المهاجرة والأسماك بها، وأيضًا "بحيرة الفيوم" نسبةً إلى المحافظة التي تقع فيها.

وصف بحيرة قارون
تمتاز البحيرة بتنوّع مياهها بين المالحة والعذبة، مما يسمح بوجود أنواع مختلفة من الأسماك في كل نوع من المياه. تمتد البحيرة على مساحة تقارب 53 ألف فدان، وتصل أعمق نقطة فيها إلى 100 متر. يقع منسوب مياهها على ارتفاع 44 مترًا تحت مستوى البحر، ويختلف عمق المياه بين 4 و8 أمتار في بعض المناطق. تعتمد البحيرة في تغذيتها على مياه نهر النيل، إلى جانب عدة مصارف مثل مصرف البطس، ومصرف الوادي، و12 مصرفًا آخر.

حقائق مميزة عن بحيرة قارون
تُعد البحيرة من الظواهر الطبيعية الفريدة، إذ إن مياهها مالحة رغم تغذيتها من نهر النيل العذب.
تحيط بها تكوينات جيولوجية قديمة تحتوي على أحافير لنباتات وثدييات عاشت في المنطقة منذ آلاف السنين.
كانت موطنًا لحضارات قديمة، مثل الحضارة الفرعونية والرومانية، التي تركت آثارها في محيطها.
تُعد البحيرة محطة رئيسية للطيور المهاجرة، مثل البط والسمان، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي صيد الطيور.
تُعتبر من أهم مصادر الثروة السمكية في مصر، حيث تعجّ بأنواع مختلفة من الأسماك.
بحيرة قارون ليست مجرد مسطح مائي، بل هي وجهة تاريخية وطبيعية تجمع بين الجمال البيئي والإرث الحضاري، مما يجعلها واحدة من أبرز المعالم السياحية والبيئية في مصر.










شريط الأخبار