الامارات 7 - الشمس هي سر الحياة على الأرض، مصدر النور والإشراق، التي تُرسل أشعتها الذهبية كل يوم لتعلن بداية يوم جديد. على موعدها الثابت، يضبط الصباح ساعته، وتستيقظ العصافير وتملأ الأجواء بنور إلهي يعمّ النفس قبل أن ينتشر في الأرض والسماء. لا تُخلف الشمس ميعادها أبداً، ويعد شروقها أعظم مظاهر الجمال؛ فبمجرد أن تبدأ أشعتها بالتسلل تدريجيًا، تلامس الأرض وتلونها بكل ألوانها الزاهية، فتظهر الأشجار والزهور والطيور والفراشات بعد أن كانت مختفية في ظلمة الليل. الشمس تزيل كل العتمة بأشعتها الذهبية، وكأنها تضع قبلة حياة على جبين الكون.

الشمس لا تضيء النهار فقط، بل تُعطي من نورها للقمر، الذي هو شقيقها وصديقها الوفي، ليضيء ظلام الليل. هذا التوافق الرائع بينهما يجعل كلاً منهما يحافظ على دوره دون أن يطغى أحدهما على الآخر. وعندما تختفي الشمس خلف الغيوم، تكون كفتاة خجولة تختفي لتُهدي الأرض خيرًا وفيرًا.

الشمس هي السر الإلهي العظيم الذي يمنح الحياة معنى؛ فهي دليل على عظمة الله سبحانه وتعالى الذي منحها القدرة على التحكم في النور والعتمة، وكذلك في مواعيد الفصول. ويُعتبر تغير مسار شروقها من الشرق إلى الغرب دليلاً على معجزات الله. كما أن الشمس ورد ذكرها في القرآن الكريم مرات عديدة، وسورة كاملة سميت باسمها، حيث أقسم الله في آية منها بالشمس وضحاها.

من شروقها إلى غروبها، ترسم الشمس أجمل اللوحات التي لا تُنسى، وتحدد أوقات الصلاة، وتُظهر أفقًا مبهراً في لحظة الغروب. لا يمكن لأي فنان أن يُعيد رسم هذه الصورة بدقة وجمال، فهي تتناغم مع إيقاع الكون. الشمس تلتزم بمواعيدها بشكل دقيق، ورحلتها في الكون هي أساس نمو الحياة.