الامارات 7 - التنمية هي قدرة الدولة على تعزيز مواردها المختلفة، سواء كانت بشرية، اقتصادية، طبيعية، أو اجتماعية، والعمل على تحسينها بهدف تحقيق إنتاجية أعلى تلبي احتياجات غالبية المواطنين. كما تسعى إلى تمكين الأفراد من المطالبة بحقوقهم من الحكومات. ويشمل مفهوم التنمية التطور على المستوى الشعبي والمجتمعي، وكذلك على مستوى الأفراد، حيث يشمل تنمية الذات وتحسين القدرات المعرفية والثقافية والإنتاجية بما يتوافق مع متطلبات الحياة العصرية.

من ضمن أهم المفاهيم المرتبطة بالتنمية، تأتي التنمية المستدامة التي تعرفها لجنة برونتلاند في تقريرها لعام 1987 بعنوان "مستقبلنا المشترك"، بأنها التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم. وتعتمد هذه التنمية على الحفاظ على البيئة، تلبية احتياجات البشر الأساسية، تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التكافل المجتمعي.

تكتسب التنمية المستدامة أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر، حيث تسعى إلى تلبية الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والطعام والمياه باستخدام الطاقة المتجددة، كما تسهم في تقليل التآكل الزراعي وتحسين استدامة التربة من خلال التقنيات الحديثة. وهي تسعى أيضًا إلى الحد من تغيرات المناخ من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تتمثل أهداف التنمية المستدامة في تقليل استنزاف الموارد الطبيعية، وتوفير بيئة أكثر أمانًا للأجيال القادمة، وزيادة الفرص الاقتصادية من خلال دعم الابتكار واستخدام التقنيات المستدامة. كما تشمل أيضًا القضاء على الفقر، تحسين الصحة، تعزيز التعليم، وتوفير المياه النظيفة، وتمكين المساواة بين الجنسين.

لكن، بالرغم من الفوائد الكبيرة للتنمية المستدامة، فإنها قد تواجه بعض التحديات. من بين هذه التحديات البطالة الناجمة عن تقليص الصناعات التي تضر بالبيئة، كما أن التزام الشركات والمصانع بالممارسات المستدامة قد يتطلب استثمارات ضخمة.

وفي المستقبل، يتطلب تحقيق التنمية المستدامة التفاعل المستمر مع التغيرات العالمية مثل العولمة والضغوط الاقتصادية، مع ضرورة تبني سياسات مرنة تضمن التوازن بين احتياجات الإنسان وحماية البيئة.