الامارات 7 - الكهرمان هو مادة عضوية نباتية تحجرت وتشكّلت منذ آلاف السنين من أشجار صنوبرية منقرضة تُعرف بالرانتج. يُعد الكهرمان غير من الأحجار الكريمة المعدنية التقليدية، إذ يتكون من مواد عضوية، لكنه يتمتع بقيمة كبيرة مشابهة للأحجار الكريمة الأخرى. رغم تحجّره عبر العصور، يتميز الكهرمان بالهشاشة، كما ينبعث منه رائحة الصنوبر عندما يُحرق أو يُفرك باليدين. يتراوح لونه بين الأصفر الذهبي والأصفر الداكن المائل للبني، وقد يكون أسودًا أو نادرًا ما يتخذ ألوانًا مثل الأزرق والأخضر. بعض أحجار الكهرمان تحتوي على حشرات ومخلوقات منقرضة داخلها.

الاسم العربي للكهرمان هو "العنبر" أو "العنبر الأشهب"، أما كلمة "كهرمان" فهي ذات أصل فارسي وتركي. في اللغة الفارسية، تأتي من كلمة "كهرم" التي تعني "الأكثر تأثيرًا"، وهي مشتقة من كلمة "كرتمه" التي تعني "المؤثر". وفي اللغة التركية، تعني "البطل"، حيث تُقال "قهرمان".

قد يكون من الصعب تمييز الكهرمان الحقيقي عن الكهرمان المزيف بالعين المجردة نظرًا لسهولة تقليده، ولكن يمكن إجراء بعض الاختبارات: عند فرك الكهرمان الحقيقي بقطعة قماش، ينبعث منه رائحة الكافور أو الصنوبر، بينما لا تصدر رائحة عن الكهرمان المزيف. كما أن الكهرمان الحقيقي يطفو في الماء المالح، بينما يغرق الكهرمان المزيف.

للكهرمان استخدامات متعددة، بما في ذلك صناعة المجوهرات مثل القلائد والخواتم، كما يُستخدم في صنع التماثيل. يمكن أيضًا حرقه مع البخور لإصدار رائحة جميلة. في العصور القديمة، كان يُعتقد أن الكهرمان يساهم في شفاء أمراض مثل الربو والطاعون، وكان يُطحن ويخلط بالعسل لأغراض طبية. كما كان يُعتقد أن الكهرمان يخفف آلام التسنين عند الأطفال الرضع عن طريق وضعه في قلادة حول رقبة الطفل. وكانت هناك خرافات تقول إن الكهرمان يحمي من الشر والأذى، حيث كان البحارة يحرقونه حول سفنهم لتيسير الرحلات، والأمهات كن يحرقنه بجانب أطفالهن لضمان نموهم بصحة جيدة.

يتم العثور على الكهرمان في مناطق عدة حول العالم، بما في ذلك سواحل بحر البلطيق، جمهورية الدومينيكان، نيوزيلندا، أمريكا الشمالية والجنوبية، صقلية، رومانيا، بورما ولبنان، وكذلك في الدول الإسكندنافية.