صناعة الفخار

الامارات 7 - الفخار هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأشياء التي تُصنع من الطين ثم تُحرق، ويشمل مختلف أنواع السيراميك، بدءًا من السيراميك الخشن غير المزجج والمنقوش، وصولًا إلى القاشاني والخزف الصيني المصنوع من الكاؤولين الأبيض الذي يتميز بجمال نقوشه الفنية. يعتبر الفخار من المواد القديمة التي استُخدمت منذ العصور القديمة وانتشرت في جميع أنحاء العالم، ورغم قدمها، لا يزال يتم استخدامها حتى اليوم. في هذا المقال، سنتناول جميع جوانب صناعة الفخار، من طرق التصنيع إلى أماكن الإنتاج.

تتشابه جميع أنواع الفخار في طريقة تصنيعها، حيث يُستخدم دولاب الخزاف أو اليد لتشكيل العجينة، ثم يتم تجفيف القطعة المشكّلة بشكل بطيء. بعدها، تُوضع القطعة في فرن حرق تصل درجة حرارته إلى 1300 درجة مئوية لبعض أنواع الخزف لتكتسب صلابتها. بعد ذلك، يتم تزويد القطعة بمادة التزجيج مثل بوروسيليكات الرصاص والفلسبار، حسب نوع الخزف، وتُرش على الأواني لتُحرق مرة ثانية في درجة حرارة أقل من 1000 درجة مئوية.

تتعدد أنواع الفخار بناءً على عملية التصنيع. الأنواع الطينية تُحرق عند درجة حرارة منخفضة نسبيًا، بينما يتم رش ملح الطعام على الأنواع الحجرية قبل حرقها في درجات حرارة مرتفعة، لتظل معتمة. أما الخزف نصف الشفاف والرقيق فيحتاج إلى حرقه مرة ثانية مع مواد التزجيج، في درجات حرارة مرتفعة، بينما تتم إضافة النحاس والفضة في تزجيج الأنواع الممتازة من الصيني، مما يستدعي حرقها للمرة الثالثة. ومن خلال هذه العمليات، يتم صنع الميوليقا أو القاشاني الإيطالي والإسباني.

تعود صناعة الفخار إلى عصور قديمة، حيث استخدم الإنسان الأقداح والقدور الطينية. وقد وجدت نماذج عديدة من الفخار والخزف ذات قيمة فنية وتاريخية، مثل تلك التي استخدمها الآشوريون والبابليون في كتاباتهم، وكذلك الفخار الذي عُثر عليه في مقابر المصريين القدماء، والذي تميز بتنوعه بين الخشونة والفخامة والألوان الرائعة مثل الأخضر والفيروزي والأزرق. وقد صنع الأشوريون والفينيقيون الأواني المزخرفة والمزججة، كما اشتهر الفخار الإغريقي بتفوقه في صناعة الخزفيات الملونة، خاصة باللونين الأحمر والأسود.

في الصين، أبدع الحرفيون في صناعة خزفيات مميزة مثل أواني الشاي المزخرفة. أما الفخار الفارسي، فقد اشتهر بجماله الرائع وتناغم ألوانه. في أوروبا، بدأ التقليد الخزفي الصيني في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتميزت بعض المدن الأوروبية مثل سيفر بفرنسا، وديلفت بهولندا، وكولون ودرسدن في ألمانيا، وستافوردشر في إنجلترا بصناعة الخزف. وفي أمريكا، بدأ إنتاج الخزف الصيني في ولاية فيلادلفيا عام 1769، واستمر تطوره في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. ولا ننسى أن الخزف الإسلامي يعد من أجمل أنواع الفخار المعروفة عالميًا.










شريط الأخبار