بحث حول الفن التجريدي الهندسي

الامارات 7 - الفن التجريدي الهندسي هو أسلوب فني يعتمد على استخدام الأشكال الهندسية لإنشاء تجربة حسية وبصرية جديدة داخل العمل الفني. نشأت هذه الحركة في بداية القرن العشرين، حيث بدأ بعض الفنانين بالانبهار بالأشكال الهندسية، خاصة بعد بداية الحركة البنائية في روسيا، وعمدوا إلى تطبيقها في أعمالهم الفنية.

تتعدد أنماط الفن التجريدي الهندسي، وتعتبر الرسم والنحت من أبرز الوسائط المستخدمة فيه. من بين الفنانين الذين تأثروا بهذا الفن خلال القرن العشرين: فاسيلي كاندينسكي، بابلو بيكاسو، وروبرت موريس. كما تنوعت الأساليب الفنية المرتبطة به، مثل الفن التكعيبي الذي انتشر في فرنسا وإسبانيا بين 1907 و1914، والفن الكسوري الذي شهد انتشارًا في أمريكا منذ عام 1980 وحتى الوقت الحاضر.

بعد بداية الفن التجريدي الهندسي، استمر الفنانون في استكشاف الأشكال الهندسية بطرق مبتكرة. فالفنان جوزيف ألبرز، على سبيل المثال، طور فكرة العمل الفني البصري الملون، الذي يتألف من طبقات من المربعات، مما أتاح تفاعلًا بين الألوان داخل العمل. كما قام سول ليويت بتطوير المفهوم إلى بيئة ثلاثية الأبعاد باستخدام المكعبات.

انتشر الفن التجريدي الهندسي في أوروبا وروسيا، وكان الفنان الهولندي بيت موندريان من أبرز مؤيديه، إلى جانب ثيو فان دوسبرغ وبارت فان دير ليك وفيلموس هوزار. موندريان كان يسعى من خلال أعماله إلى تقديم "الواقع المطلق" باستخدام الأشكال الهندسية، وركز على الجوهر البصري لهذا الفن لعدة عقود.

من بين الأعمال الشهيرة في هذا المجال، قدم الفنان كازيمير ماليفيتش في عام 1915 أشهر عمل له "المربع الأسود"، بالإضافة إلى سلسلة من اللوحات التجريدية التي استخدم فيها الألوان المحايدة مثل الأبيض والأسود. من خلال هذا العمل، كان ماليفيتش يروج للقيم الرياضية، بعد أن رفض الأساليب الفنية السائدة في ذلك الوقت، مما فتح الطريق أمام أساليب وتجارب فنية جديدة.

حتى في المشهد الفني المعاصر، لا يزال الفن التجريدي الهندسي يحظى بأهمية كبيرة. فقد تم عرض هذا الفن في العديد من المعارض الكبرى مثل "وايت تشابل غاليري" في لندن عام 2015 ومعرض "فرانك ستيلا" في متحف "ويتني". بالإضافة إلى ذلك، يواصل العديد من الفنانين الموهوبين مثل سارة موريس وماي براون، وإيطاليين مثل ماتيو ناسيني وريكاردو مازال، إضافة تجارب جديدة في هذا المجال، مما يؤكد استمرارية تطور الفن التجريدي الهندسي في المستقبل.



شريط الأخبار