تاريخ فن الفسيفساء

الامارات 7 - فن الفسيفساء يعد من أقدم وأروع الفنون التي استخدمت قطعاً صغيرة من مواد متنوعة مثل الزجاج الملون، والحجر، والأصداف، والعاج لتشكيل رسومات مميزة. بدأ استخدام هذا الفن في الحضارات القديمة واكتسب تطوراً مع مرور الوقت. إليكم لمحة عن تطور فن الفسيفساء عبر العصور:

الفسيفساء في الحضارة السومرية
كانت الحضارة السومرية أول من استخدم الطوب أو الزجاج بأحجام صغيرة في تزيين جدران الأبنية بشكل هندسي، ويمثل معبد الوركاء في بابل أحد أوائل الأعمال التي استخدمت هذه التقنية. كما قامت السومريون بتزيين الأعمدة في مدينة أوروك في بداية القرن 30 ق.م بجمالية مشابهة للفسيفساء.

الفسيفساء في الحضارة اليونانية
في القرن الخامس ق.م، استخدم اليونانيون الفسيفساء في تزيين الأرضيات باستخدام حصى بأشكال هندسية بسيطة. مع مرور الزمن، تطور الفن ليشمل ألوانًا إضافية ومواد مثل الطين أو الرصاص في تزيين الفسيفساء. في القرن الثالث ق.م، تحول الفسيفساء إلى لوحات تفصيلية وجدارية. في القرن الثاني ق.م، ابتكر اليونانيون القطع الرمزية "Emblemata" التي استخدمت تقنيات التظليل والتلوين لإنتاج تأثيرات مشابهة للرسم.

الفسيفساء في الحضارة الرومانية
استخدم الرومانيون الفسيفساء في تزيين الجدران والنوافير والأرضيات، مع إضافة ألوان وظلال أكثر تنوعاً، بالإضافة إلى بعض الأعمال التصويرية. بعد انتشار المسيحية، أصبحت الفسيفساء جزءاً أساسياً من تزيين جدران وأسقف الكنائس. استخدم الرومانيون مواد ثمينة مثل الذهب والأحجار الكريمة في تنفيذ الفسيفساء.

الفسيفساء في الحضارة البيزنطية
في الحضارة البيزنطية، أصبح الفن جزءاً أساسياً من العمارة، حيث ابتكر البيزنطيون أسلوباً خاصاً باستخدام الفسيفساء الزجاجية على الملاط بزاوية حادة لعكس الضوء بشكل لامع. كما تم تزيين الكنائس مثل آيا صوفيا باستخدام الفسيفساء المستوحاة من التوراة.

الفسيفساء في الحضارة الإسلامية
في الفن الإسلامي، استخدمت الفسيفساء بشكل رئيسي في زخرفة المساجد. تميزت التصاميم الإسلامية باستخدام الأشكال الهندسية والتجريدية بدلاً من التصوير، واستخدمت مواد مثل الحجر والزجاج والسيراميك. من أشهر الأمثلة على الفسيفساء الإسلامية، المسجد الكبير في قرطبة وقصر الحمراء في غرناطة.










شريط الأخبار