إعادة التفكير في نمط حياتنا الخامل وتأثيره على الصحة

الامارات 7 - إعادة التفكير في نمط حياتنا الخامل وتأثيره على الصحة

مع نمط الحياة الحديث الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والعمل المكتبي، أصبحت فترات الجلوس الطويلة جزءًا لا يتجزأ من يوم الكثيرين. هذا السلوك، الذي يبدو غير ضار في البداية، يمكن أن تكون له آثار بعيدة المدى على صحة الإنسان. الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة يوميًا قد يبدو وكأنه مجرد عادة، لكنه يمكن أن يؤثر على الجسم بطرق غير متوقعة.

عندما نقضي أكثر من خمس ساعات يوميًا في وضعية الجلوس أو الاستلقاء، تزداد احتمالية حدوث مشاكل صحية مثل أمراض القلب والشرايين. الدراسات أظهرت أن فترات الجلوس الطويلة تؤثر على الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تباطؤ تدفق الدم وزيادة خطر تراكم الدهون في الأوعية الدموية. هذا التأثير قد يؤدي على المدى الطويل إلى ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول، وزيادة خطر الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية.

إلى جانب المخاطر القلبية، يؤثر الجلوس لفترات طويلة على العضلات والعظام. حين نجلس بشكل مستمر، تصبح عضلات الظهر والرقبة مشدودة، مما يؤدي إلى ألم في هذه المناطق. بمرور الوقت، يمكن أن تتسبب هذه الوضعية في ضعف العضلات الأساسية التي تدعم العمود الفقري، مما يزيد من خطر الإصابات. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب قلة الحركة في ضعف كثافة العظام، خاصة إذا لم نمارس تمارين تقوية العضلات أو تحمل الوزن.

ليس التأثير الجسدي هو الوحيد، فالجلوس لفترات طويلة قد يؤثر أيضًا على الحالة النفسية. نمط الحياة الخامل مرتبط بمستويات أعلى من التوتر، القلق، والاكتئاب. الحركة المنتظمة تعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ولكن عندما نتوقف عن التحرك لفترات طويلة، قد نفقد هذه الفوائد النفسية. التوازن بين الجلوس والحركة يمكن أن يحسن المزاج ويقلل من مستويات الإجهاد الذهني.

تحقيق التوازن بين الجلوس والحركة يتطلب تغييرات بسيطة لكنها فعالة. على سبيل المثال، يمكننا الوقوف والمشي لبضع دقائق بعد كل ساعة من الجلوس. وضع منبه أو تذكير للتحرك أو حتى القيام بتمارين خفيفة أثناء العمل يساعد على تحسين الدورة الدموية وتنشيط العضلات. يمكن أيضًا استخدام طاولات قابلة للتعديل التي تسمح بالعمل في وضع الوقوف، أو القيام بمكالمات هاتفية أثناء المشي.

معرفة الأثر السلبي للجلوس المفرط على الصحة يجب أن تكون دافعًا للتغيير. إضافة المزيد من الحركة اليومية، حتى لو كانت مجرد فترات قصيرة من المشي أو الوقوف، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الصحة العامة. باتباع هذه العادات الصحية البسيطة، يمكننا تقليل المخاطر الناتجة عن الجلوس الطويل والعيش حياة أكثر نشاطًا وحيوية.



شريط الأخبار