تأثير الجلوس المطول على الصحة وكيفية الحد منه

الامارات 7 - تأثير الجلوس المطول على الصحة وكيفية الحد منه

مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والعمل المكتبي، أصبحت فترات الجلوس الطويلة جزءًا من حياة الكثيرين. حتى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام قد يجدون أنفسهم يجلسون أو يستلقون لفترات ممتدة خلال النهار. هذا النمط من السلوك ليس مجرد مسألة راحة، بل قد يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة العامة.

أحد أكثر الآثار وضوحًا للجلوس المطول هو تأثيره على الدورة الدموية. عندما يقضي الشخص ساعات طويلة في وضعية الجلوس، يتباطأ تدفق الدم، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك السكتات الدماغية أو النوبات القلبية. كما أن قلة الحركة تقلل من قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية، مما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

إلى جانب ذلك، فإن فترات الجلوس الطويلة تؤثر بشكل كبير على العضلات والمفاصل. الجلوس لفترات طويلة يضع ضغطًا زائدًا على العمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام الظهر والرقبة. قد تتفاقم هذه المشكلات إذا كانت وضعية الجلوس غير صحيحة، أو إذا لم تُستخدم الكراسي المناسبة التي توفر دعماً كافياً للظهر. كما أن نقص الحركة يقلل من مرونة المفاصل ويزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات في الركبتين أو الوركين.

النمط الحياتي الذي يعتمد على الجلوس المستمر قد يؤثر أيضًا على الصحة النفسية. الأبحاث تشير إلى أن الجلوس لفترات طويلة دون حركة يرتبط بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب. النشاط البدني يعزز إنتاج الإندورفين، الذي يساعد في تحسين المزاج والشعور بالسعادة. بالتالي، فإن قلة الحركة قد تسهم في تدهور الحالة النفسية.

من الجانب الآخر، يمكن تقليل التأثيرات السلبية للجلوس الطويل عبر إدخال عادات بسيطة إلى الروتين اليومي. يمكن الوقوف أو المشي لبضع دقائق كل ساعة أثناء ساعات العمل. الاعتماد على طاولات العمل القابلة للتعديل يسمح بالانتقال بين الوقوف والجلوس بسهولة. كما أن أخذ فترات راحة منتظمة لأداء تمارين تمدد خفيفة يمكن أن يخفف من الضغط على العضلات ويحسن من مرونة المفاصل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب النشاط البدني خارج ساعات العمل دورًا حاسمًا. التمارين المنتظمة، سواء كانت الجري، السباحة، أو حتى اليوغا، تسهم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، تقوية العضلات، وتحسين الصحة النفسية. النشاطات اليومية مثل استخدام السلالم بدلًا من المصعد أو المشي أثناء مكالمات الهاتف تضيف أيضًا مستوى من الحركة المفيدة إلى الروتين.

في النهاية، تحسين عادات الحركة اليومية ليس مجرد تغيير في أسلوب الجلوس أو الوقوف، بل هو استثمار في الصحة العامة. كل حركة صغيرة، كل وقوف، كل تمرين إضافي يُترجم إلى فوائد طويلة الأمد، مما يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس المطول ويعزز من جودة الحياة بشكل عام.



شريط الأخبار