دور الدعم الاجتماعي في تحقيق أهداف اللياقة الصحية

الامارات 7 - دور الدعم الاجتماعي في تحقيق أهداف اللياقة الصحية

التحديات المتعلقة بالوزن يمكن أن تكون أمرًا شخصيًا للغاية، ومع ذلك فهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتفاعلنا مع الآخرين. الدعم الذي نتلقاه من محيطنا يلعب دورًا كبيرًا في كيفية تعاملنا مع قراراتنا الصحية. أحيانًا قد يكون هذا الدعم إيجابيًا، وأحيانًا أخرى قد يحمل ملاحظات ناقدة أو غير مباشرة، تؤثر على إدراكنا الذاتي ورغبتنا في التغيير.

أحد الجوانب المهمة هو فهم أن عدم تلقي أي تعليقات مباشرة عن الوزن لا يعني بالضرورة غياب الرأي أو الحكم. كثير من الأشخاص يفضلون عدم الإدلاء بآرائهم بشكل صريح، إما حرصًا على مشاعر الآخرين أو لأنهم يعتقدون أن الأمر لا يعنيهم. مع ذلك، قد نجد أنفسنا نلتقط إشارات غير لفظية من تحديق، أو ملاحظات عابرة تتعلق بنمط حياتنا أو عاداتنا الغذائية. هذه الإشارات، حتى وإن كانت خفية، تؤثر على وعينا الذاتي وقدرتنا على اتخاذ خطوات نحو تحسين صحتنا.

على الجانب الآخر، هناك من يتلقون تعليقات مباشرة وصريحة، سواء من أصدقاء أو أقارب أو حتى أطباء. مثل هذه التعليقات، خاصة إذا كانت متكررة ومن مصادر موثوقة، يمكن أن تدفعنا للتفكير بجدية في إجراء تغييرات. لكنها قد تشعرنا أيضًا بالضغط أو حتى الإحباط إذا لم تكن مصحوبة بدعم حقيقي. المفتاح هنا هو التركيز على النية الإيجابية خلف هذه التعليقات، وتحويلها إلى دافع للعمل بدلاً من شعور بالعجز.

الرسائل الاجتماعية المتعلقة بالوزن لا تأتي فقط من دائرة الأصدقاء والمعارف. الإعلام، مواقع التواصل الاجتماعي، والمجتمع بشكل عام يشكلون صورة عن الوزن المثالي والصحة. هذا الضغط الخارجي قد يجعل البعض يشعرون بأنهم تحت المجهر، حتى لو لم يتلقوا أي تعليقات مباشرة من محيطهم القريب. من المهم أن ندرك أن هذه الصور النمطية ليست المعيار الوحيد، وأن الهدف الرئيسي يجب أن يكون تحقيق صحة جيدة وشعور بالراحة مع أنفسنا.

لتحقيق تغيير إيجابي ومستدام، من المفيد تحويل التركيز من ما يقوله الآخرون إلى ما نشعر به تجاه أنفسنا. فهم احتياجاتنا الصحية ووضع أهداف واضحة هو الخطوة الأولى. بدلاً من الانشغال بردود فعل الآخرين، يمكننا استثمار الوقت في البحث عن طرق تحسين نمط الحياة من خلال التمارين المنتظمة، والتغذية المتوازنة، والحصول على دعم متخصص عند الحاجة.

الدعم الإيجابي من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له أثر كبير. عندما يتحول الحوار من النقد إلى التشجيع، يزداد الدافع لتحقيق التحسينات. من المفيد أن تحيط نفسك بأشخاص يشجعونك على النجاح، يقدمون الدعم العاطفي، وربما يشاركونك في الأنشطة التي تساعدك على تحقيق أهدافك.

في النهاية، الأمر لا يتعلق بما يقوله الآخرون أو لا يقولونه. يتعلق بما تريد أن تحققه لنفسك، وبكيفية بناء علاقة صحية مع جسمك وصحتك. إذا كنت تسعى للتغيير، فابدأ بخطوات صغيرة ومستدامة. اجعل هدفك الأساسي هو الشعور بالتحسن، وليس فقط تلبية توقعات الآخرين. الدعم الاجتماعي مهم، لكن قناعتك ورغبتك في التغيير هما الأساس لتحقيق النتائج التي تسعى إليها.



شريط الأخبار