كيف تؤثر وضعية النوم على صحتك… وهل أنت نائم بالشكل الصحيح؟

الامارات 7 - عندما يتعلق الأمر بجودة النوم، فإن كثيرين يركزون على المراتب والوسائد وبيئة النوم، لكن قلة هم من ينتبهون إلى التأثير الهائل لوضعية النوم على الصحة العامة. الأطباء وخبراء النوم يؤكدون أن الطريقة التي تستلقي بها لثماني ساعات متواصلة قد تكون السبب الخفي وراء الأوجاع المزمنة، اضطرابات النوم، وحتى بعض المشكلات الصحية طويلة الأمد. فهل أنت نائم بطريقة صحيحة؟

لماذا تلعب وضعية النوم دورًا أساسيًا؟

كل شخص لديه وضعية نوم مفضلة، لكنها ليست بالضرورة الأفضل لصحة الجسم. بعض الوضعيات تضع ضغطًا غير متوازن على العمود الفقري، مما يؤدي إلى توتر العضلات والشعور بالألم عند الاستيقاظ. النوم على البطن، مثلاً، قد يسبب ضغطًا على الرقبة والعمود الفقري، في حين أن النوم على الظهر أو الجنب قد يكون أكثر فائدة في حالات معينة.

الطريقة التي يتمدد بها الجسم أثناء النوم تؤثر على عملية التنفس. بعض الوضعيات تسهل تدفق الأكسجين إلى الرئتين والدماغ، بينما وضعيات أخرى قد تعيق المجرى الهوائي، مما يزيد من احتمالية الشخير أو اضطرابات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.

آلام المفاصل والعضلات يمكن أن تكون نتيجة مباشرة لوضعية نوم غير صحيحة. الضغط المستمر على مناطق معينة من الجسم، مثل الكتفين أو الوركين، قد يؤدي إلى التهابات موضعية أو تشنجات عضلية عند الاستيقاظ.

أفضل وأسوأ وضعيات النوم… أيها يناسبك؟

النوم على الظهر يعد من أكثر الوضعيات الموصى بها من قبل الأطباء. يساعد على توزيع الوزن بالتساوي ويمنع الضغط على المفاصل. كما أنه مفيد للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء، حيث يمنع عودة أحماض المعدة إلى الحلق. لكن قد يكون غير مثالي لمن يعانون من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم.

النوم على الجنب يعتبر من أكثر الوضعيات راحة، خاصةً لمن يعانون من مشكلات العمود الفقري أو عسر الهضم. هذه الوضعية تساعد على تحسين تدفق الدم وتقليل الضغط على المعدة. النوم على الجانب الأيسر مفيد بشكل خاص للجهاز الهضمي، بينما النوم على الجانب الأيمن قد يكون أفضل لمن يعانون من مشاكل في القلب.

النوم على البطن هو أسوأ خيار لكثير من الأشخاص. هذه الوضعية تجبر الرقبة على الانحناء بزاوية غير طبيعية، مما يسبب آلامًا في الرقبة والظهر. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تزيد الضغط على المفاصل، مما قد يؤدي إلى آلام مزمنة بمرور الوقت.

كيف يمكنك تصحيح وضعية نومك؟

اختيار الوسادة المناسبة يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا. الوسائد العالية جدًا أو المنخفضة جدًا قد تؤدي إلى وضع غير طبيعي للرقبة، مما يسبب آلامًا عند الاستيقاظ. استخدام وسادة مصممة خصيصًا لدعم انحناء الرقبة يمكن أن يحسن النوم بشكل ملحوظ.

المرتبة تلعب دورًا أساسيًا في دعم العمود الفقري أثناء النوم. المراتب شديدة الصلابة قد تزيد الضغط على المفاصل، بينما المراتب اللينة جدًا قد تؤدي إلى استرخاء زائد للعضلات، مما يسبب آلامًا في الظهر. التوازن هو المفتاح لاختيار المرتبة المثالية.

تعديل وضعية النوم تدريجيًا يساعد في التكيف مع الوضعية الصحيحة. إذا كنت معتادًا على النوم على البطن، يمكنك وضع وسادة صغيرة أسفل الحوض لدعم العمود الفقري. كما يمكن استخدام وسادة بين الركبتين عند النوم على الجانب للحفاظ على محاذاة صحيحة للوركين.

تأثير وضعية النوم على الصحة العامة

تحسين وضعية النوم يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة بشكل عام. الأشخاص الذين ينامون في وضعيات صحيحة يشعرون بطاقة أكبر خلال اليوم، حيث يحصلون على نوم أعمق وأكثر راحة.

تخفيف آلام المفاصل والظهر هو أحد أبرز الفوائد لتعديل وضعية النوم. الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة غالبًا ما يجدون أن تغيير وضعية النوم يقلل بشكل كبير من الأعراض.

تحسين عملية التنفس يمكن أن يكون نتيجة مباشرة لاختيار الوضعية المناسبة. النوم على الجنب يقلل من مشاكل الشخير ويعزز تدفق الهواء إلى الرئتين، مما يجعل النوم أكثر استقرارًا.

تعزيز صحة القلب والهضم يرتبط أيضًا بوضعية النوم. النوم على الجانب الأيسر يمكن أن يساعد في تقليل الحموضة المعوية وتحسين تدفق الدم، مما يعود بالفائدة على صحة القلب والأوعية الدموية.

استعادة النوم العميق والراحة المطلقة

قد يكون السبب الخفي وراء أرقك المستمر أو آلامك المتكررة بسيطًا جدًا: وضعية نومك. إدخال تغييرات صغيرة، مثل اختيار الوسادة المناسبة أو ضبط طريقة استلقائك، قد يكون المفتاح للحصول على نوم أكثر راحة وجودة حياة أفضل. تصحيح هذه العادات لن يجعلك فقط تستيقظ بدون ألم، بل سيحسن صحتك العامة على المدى الطويل. فهل حان الوقت لإعادة التفكير في وضعية نومك؟



شريط الأخبار