تأثیر الموسیقی على الإنسان

الامارات 7 - الموسيقى عبر العصور

استلهم الإنسان القديم الموسيقى من أصوات الطبيعة المحيطة به، مثل خرير المياه، وحفيف الأشجار، وزقزقة العصافير، وحتى زئير الحيوانات المفترسة. ومع مرور الزمن، أصبحت الموسيقى أشبه بلغة، تتنوع أنماطها وأساليبها وفقًا للبيئة التي يعيش فيها الإنسان. استخدمت مختلف الشعوب الموسيقى منذ القدم في العديد من المجالات، كوسيلة للتواصل، وأداة في الحروب، وأسلوبٍ للتعبير الفني، حيث ارتبطت بفنون الخطابة، ونظم الشعر، والقتال، والغناء.

تأثير الموسيقى على الإنسان

تلعب الموسيقى دورًا هامًا في التأثير على الحالة النفسية والجسدية للإنسان، ومن أبرز فوائدها:

تحفيز الدماغ على إفراز مادة "الإندروفين"، التي تقلل الإحساس بالألم والقلق، وتساعد في التخفيف من الاكتئاب، مما يعزز قدرة العقل على التخطيط وتنفيذ المهام.
تهدئة الأعصاب وزيادة مستويات "السيروتونين" في الدماغ، مما يقلل الشعور بالتوتر والضغط النفسي.
تسكين الآلام بطرق غير تقليدية، مثل الاستماع إلى الموسيقى المبهجة أو الغناء أو ممارسة أنشطة ممتعة.
تحسين الحالة المزاجية للأطفال، حيث ينام العديد منهم على أنغام صوت الأم، مما يمنحهم شعورًا بالأمان والاسترخاء. كما تُستخدم الموسيقى في العلاج النفسي، حيث يعتمد عليها بعض الأطباء في معالجة الحالات النفسية.
ارتباطها بالفنون العسكرية، إذ تمتلك كل دولة موسيقاها الخاصة المستخدمة في العروض والمراسم العسكرية، كما استُخدم الطبل قديمًا في الحروب للإعلان عن بدايتها ونهايتها، وأصبح يُعزف بعد الانتصار أو الهزيمة.
دورها الأساسي في صناعة السينما والمسلسلات، حيث تضيف التشويق والإثارة، وتعزز من تفاعل المشاهد مع المشهد وكأنه جزء منه.
أضرار الموسيقى الصاخبة

على الرغم من فوائد الموسيقى، إلا أن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة قد يسبب أضرارًا صحية خطيرة. ووفقًا للبروفيسور في علم النفس السريري، روبرت بيلنجز، فإن التعرض المستمر للموسيقى عالية التردد ومرتفعة الشدة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة. حيث تخترق الذبذبات القوية جسم الإنسان، مما يدفعه لإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزون، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب ومستوى الكوليسترول.

كما أن الموسيقى الصاخبة تؤثر على مستوى كل خلية في الجسم، إذ يفسرها العقل كنوعٍ من الألم، مما يزيد من إفراز الهرمونات المسكنة، وهو ما يفسر الإدمان عليها لدى بعض المراهقين بسبب الشعور المؤقت بالنشوة والمتعة.

بذلك، تظل الموسيقى سلاحًا ذا حدين، فهي قادرة على تحسين المزاج والصحة النفسية، لكنها قد تحمل مخاطر إذا أُسيء استخدامها أو أُفرِط في الاستماع إلى الأنواع الضارة منها.



شريط الأخبار