تجميد الخبز: سر غير متوقع لمساعدة مرضى السكري في التحكم بالسكر

الامارات 7 - يُعد الخبز من أكثر الأطعمة استهلاكًا في العالم، لكن تأثيره على مستويات السكر في الدم قد يجعله مصدر قلق لمرضى السكري. ومع ذلك، هناك حيلة غذائية قد تقلل من تأثيره على الجلوكوز، وهي تجميد الخبز. هذه التقنية البسيطة لا تساعد فقط في حفظ الخبز لفترة أطول، بل يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على كيفية امتصاص الجسم للكربوهيدرات الموجودة فيه، مما يجعله خيارًا أكثر أمانًا لمرضى السكري.

تغير تركيبة الخبز بعد التجميد
عند وضع الخبز في الفريزر ثم إذابته وتسخينه لاحقًا، تحدث بعض التغيرات الكيميائية في تركيبة النشا. هذا التغيير يجعل جزءًا من النشا يتحول إلى ما يُعرف بـ**"النشا المقاوم"**، وهو نوع من الكربوهيدرات التي لا تتحلل بسرعة في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يتم امتصاصها بشكل أبطأ، مما يقلل من ارتفاع السكر في الدم بعد تناوله.

فوائد التجميد لمرضى السكري
تجميد الخبز يغيّر استجابته الجلايسيمية، مما يجعله خيارًا أفضل مقارنة بالخبز الطازج أو حتى المبرد. يساعد هذا التغيير في تجنب الارتفاعات المفاجئة في سكر الدم، وهو أمر مهم لمن يعانون من مرض السكري أو مقاومة الإنسولين. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض سرعة الهضم يساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول المزيد من الكربوهيدرات على مدار اليوم.

مقارنة بين الخبز الطازج والمجمد
عند تناول الخبز الطازج، يتم هضمه سريعًا في المعدة، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في مستوى السكر بالدم. أما عند تجميده ثم تسخينه، يصبح النشا أكثر مقاومة للهضم، مما يقلل من سرعة امتصاصه وتأثيره على السكر. هذا يعني أن مجرد تغيير بسيط في طريقة تخزين الخبز يمكن أن يكون له تأثير كبير على استجابة الجسم للجلوكوز.

كيف يمكن تعزيز الفائدة الصحية؟
تجميد الخبز ليس الطريقة الوحيدة لجعله أكثر ملاءمة لمرضى السكري، بل يمكن دمجه مع بعض التعديلات الأخرى في النظام الغذائي لتحقيق فائدة أكبر:

اختيار الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والذي يحتوي على ألياف طبيعية تساعد في تقليل امتصاص السكر.
تناول الخبز مع مصادر للبروتين أو الدهون الصحية، مثل البيض أو زيت الزيتون، مما يساعد في إبطاء امتصاص الجلوكوز في الدم.
إعادة تسخين الخبز بعد التجميد، حيث يعزز ذلك من نسبة النشا المقاوم، مما يجعله أقل تأثيرًا على مستويات السكر.
إضافة بعض المكونات الغنية بالألياف، مثل الأفوكادو أو الطماطم، عند تناول الخبز المجمد للحصول على تأثير متوازن على مستوى الجلوكوز.
فوائد إضافية غير متوقعة
إلى جانب تأثيره الإيجابي على مستويات السكر، هناك فوائد أخرى قد تجعل تجميد الخبز خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين، سواء كانوا مرضى سكري أم لا:

الحفاظ على الخبز لفترات أطول، مما يقلل من الهدر الغذائي.
الحد من تناول كميات كبيرة، حيث يساعد تجميد الخبز في تقليل الكمية المستهلكة عند إذابة جزء منه فقط عند الحاجة.
تحسين صحة الأمعاء، حيث يعمل النشا المقاوم كغذاء للبكتيريا النافعة، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي.
الطريقة المثلى لاستخدام الخبز المجمد
للاستفادة القصوى من تجميد الخبز، يفضل اتباع هذه الخطوات عند استخدامه:

وضع شرائح الخبز في أكياس محكمة الإغلاق قبل التجميد للحفاظ على جودته.
إذابة الكمية المطلوبة فقط لتجنب تناول كميات كبيرة في وقت واحد.
إعادة تسخينه في الفرن أو المحمصة للحصول على أفضل نتيجة من حيث الطعم والفائدة الغذائية.
تجميد الخبز ليس مجرد وسيلة لحفظه، بل يمكن أن يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة في تحسين استجابة الجسم للكربوهيدرات. لمن يعانون من مرض السكري أو يسعون لتقليل تأثير الكربوهيدرات على صحتهم، قد يكون هذا التغيير البسيط في العادات الغذائية مفيدًا بشكل أكبر مما يتوقعونه.



شريط الأخبار