التغيرات الجسدية والنفسية في مرحلة ما بعد الولادة وأثرها على الأم

الامارات 7 - التغيرات الجسدية والنفسية في مرحلة ما بعد الولادة وأثرها على الأم

بعد الولادة، تشهد المرأة تغيرات هرمونية وجسدية عميقة تؤثر على حياتها اليومية وعلى صحتها النفسية والجسدية. هذه التغيرات قد تؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي قد تكون مزعجة أو مقلقة للأم. إن فترة ما بعد الولادة هي مرحلة من التكيف والشفاء، ولكنها قد تحمل بعض التحديات التي تتطلب من الأم التكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية. من أبرز هذه التغيرات:

التوتر والاكتئاب

التغيرات الهرمونية بعد الولادة يمكن أن تؤدي إلى مشاعر من القلق والتوتر، التي تتراوح من شعور بالضغوطات اليومية إلى اضطرابات نفسية عميقة مثل الاكتئاب بعد الولادة. يُعتقد أن انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وزيادة هرمون البرولاكتين في الجسم، تؤثر على استقرار الحالة المزاجية للأم. قد تشعر الأم بالحزن الشديد، الإرهاق، وفقدان المتعة في الأنشطة اليومية. يرافق ذلك شعور بالإحباط، وصعوبة التكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية التي تصاحب مرحلة ما بعد الولادة.

الاكتئاب بعد الولادة يمكن أن يؤثر على قدرة الأم على الاعتناء بنفسها وبطفلها، مما يتطلب علاجًا نفسيًا أو دعمًا من الأهل والأطباء لتجاوز هذه المرحلة.

انخفاض الرغبة الجنسية

بعد الولادة، يمكن أن تواجه المرأة انخفاضًا كبيرًا في الرغبة الجنسية، وهو أمر شائع بعد الولادة مباشرة. التغيرات الهرمونية الكبيرة، خاصة انخفاض مستويات الإستروجين، تؤدي إلى جفاف المهبل وتهيج الأنسجة، مما يجعل العلاقة الحميمة مؤلمة أو غير مريحة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر التعب والإرهاق العام الذي يصاحب مرحلة النفاس على الرغبة في استئناف الحياة الجنسية.

يضاف إلى ذلك القلق النفسي حول صورة الجسم بعد الولادة والمسؤوليات الجديدة المتعلقة بالعناية بالطفل، مما قد يؤدي إلى تراجع الرغبة في العلاقة الجنسية. في بعض الحالات، يعود التوازن إلى طبيعته مع مرور الوقت، خاصة إذا كانت الأم تشعر بالدعم العاطفي والبدني من شريكها.

زيادة الوزن

زيادة الوزن بعد الولادة هي من الأمور الشائعة التي تواجهها العديد من الأمهات. يمكن أن يحدث هذا بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم، والتي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي. كما أن التغيرات في النظام الغذائي، ونمط الحياة المرهق الذي يصاحب الرضاعة والعناية بالطفل، قد تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير متوقع.

في بعض الأحيان، قد يستمر الوزن الزائد لفترة طويلة بعد الولادة، مما يؤدي إلى شعور الأم بالإحباط والقلق بشأن شكل جسمها. من المهم أن تتبع الأم نمط حياة صحي، بما في ذلك التمرين المنتظم والتغذية السليمة، لضبط الوزن بطريقة صحية، مع أخذ الوقت الكافي لاستعادة التوازن الجسدي.

ظهور الألياف في الرحم أو أكياس المبيضين

من الآثار الجسدية التي قد تلاحظها بعض الأمهات بعد الولادة، هي ظهور الألياف في الرحم أو أكياس على المبيضين. هذه الحالات قد تكون نتيجة لتغيرات هرمونية أو بسبب التأثيرات الطبيعية للجسم بعد الحمل. يمكن أن تكون الألياف في الرحم غير ضارة في بعض الحالات، ولكنها قد تسبب ألمًا أو مشكلات في الحمل في المستقبل.

أما أكياس المبيضين فهي شائعة بعد الولادة وقد تكون مؤقتة. في بعض الحالات، قد تختفي الأكياس من تلقاء نفسها، بينما في حالات أخرى قد تحتاج إلى متابعة طبية لضمان عدم وجود أي مضاعفات صحية. لذا، من المهم أن تتابع الأم حالتها الصحية بشكل دوري مع الطبيب المختص.

تعب عام مزمن

الشعور بالتعب المزمن هو أحد الأعراض الأكثر شيوعًا التي تشهدها الأمهات بعد الولادة. التغيرات في النظام الهرموني، بالإضافة إلى التحديات النفسية والجسدية، مثل قلة النوم بسبب رعاية الطفل، قد تؤدي إلى تعب مستمر يشعر به الجسم والعقل. على الرغم من أن الأم قد تشعر بتحسن مع مرور الوقت، إلا أن التعب العام قد يستمر لفترة طويلة، مما يؤثر على قدرتها على التفاعل مع المحيطين بها أو أداء المهام اليومية.

من الضروري أن تحاول الأم الحصول على الراحة الكافية، والحصول على مساعدة من الشريك أو الأسرة، أو حتى الاستفادة من جلسات استرخاء وعناية خاصة بالذات لتحسين صحتها العامة.

التكيف مع التغيرات

بالنظر إلى التحديات التي تطرأ بعد الولادة، من المهم أن تتعامل الأم مع هذه التغيرات بهدوء ووعي. سواء كان ذلك من خلال طلب الدعم النفسي أو العاطفي، أو اتباع أسلوب حياة صحي يشتمل على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، أو حتى تحديد وقت للاسترخاء والراحة. التواصل مع الطبيب أو المستشار النفسي يمكن أن يساعد في التعامل مع المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والتوتر، بينما يتطلب التعامل مع التغيرات الجسدية مثل زيادة الوزن أو اضطرابات الدورة الشهرية مراجعة طبية دورية.

إن التغيرات التي تحدث في مرحلة ما بعد الولادة يمكن أن تكون صعبة ومزعجة لبعض الأمهات. ومع ذلك، فإن هذه التحديات هي جزء طبيعي من مرحلة التعافي والعودة إلى الوضع الطبيعي للجسم بعد الحمل. من خلال الدعم الصحيح والعناية الذاتية، يمكن للأم التغلب على هذه الأعراض والاستمتاع بفترة النفاس بشكل صحي ومتوازن.



شريط الأخبار